موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7 صفحه 7

الفصل السادس : نماذج من المراثي الّتي اُنشدت في القرن السّادس

1 . ابنُ أبِي الخَصّالِ ۱

۲۹۹۰.أدب الطفّ :يَقولُ [ابنُ أبِي الخَصّال الشَّقورِيُّ] في إحدى الحُسَينيِّاتِ :
ولَو حَدَّثَت عَن كَربَلاءَ لَأَبصَرَتحُسَينا فَتاها وهوَ شِلوٌ مُقَدَّدُ
وثانِيَ سِبطَي أحمَدَ جَعجَعَت بِهِعُتاةٌ جُفاةٌ وهوَ فِي الأَرضِ أوحَدُ
ولَم يَرقُبوا إلّاً۲لِالِ مُحَمَّدٍولَم يَذكُروا أنَّ القِيامَةَ مَوعِدُ
وأَنَّ عَلَيهِم فِي الكِتابِ مَوَدَّةًلِقُرباهُ لا يَنحاشُ عَنها مُوَحِّدُ

فَيا سَرعَ مَا ارتَدّوا وصَدّوا عَنِ الهُدىومالوا عَنِ البَيتِ الَّذي بِهِمُ هُدوا
فَحُلِّئَ عَن بَردِ الفُراتِ عُطاشُهُمورُوِّيَ مِنهُم ذابِلٌ ومُهَنَّدُ
وَتَرتُم رَسولَ اللّه ِ في ذَبحِ سِبطِهِوبُؤتُم بِنارٍ حَرُّها لَيسَ يَبرُدُ
فَما لَكُمُ عِندَ الشَّفيعِ شَفاعَةٌولا لَكُمُ فِي كَوثَرِ الحَوضِ مَورِدُ
فَيا كَبِدي إن أنتِ لَم تَتَصَدَّعيفَأَنتِ مِنَ الصَّفوانِ أقسى وأَجلَدُ
ويا عَبرَتي إن لَم تَفيضي عَلَيهِمُفَنَفسِيَ أسخى بِالحَياةِ وأَجوَدُ
ويا اُسوةً لِلمُؤمِنينَ كَريمَةًيَلينُ عَلَيهَا الحادِثُ المُتَشَدِّدُ
فَمَن يُنكِرُ البَلوى وأَنتَ بِكَربَلالِذي البَثِّ وَالشَّكوى إمامٌ مُقَلَّدُ
فَإِن تَجهَلِ الدُّنيا عَلَيكَ وأَهلُهافَإِنَّكَ في أهلِ السَّماءِ مُمَجَّدُ
أبوكَ شَفيعُ النّاسِ وهُوَ الَّذي لَهُمَقامٌ كَريمٌ فِي البَرِيَّةِ يُحمَدُ۳

1.أبو عبداللّه ، محمّد بن مسعود بن خالصة بن فرج الغافقي ، المعروف بابن أبي الخصّال الشقوري . وزير اُندلسيّ ، شاعر أديب ، يلقّب بذي الوزارتين . ولد سنة (۴۶۵ ه) بقرية ( فرغليط ) من قرى ( شقورة ) وسكن قرطبة وغرناطة ، وأقام مدّة بفاس . وتفقّه وتأدّب حتّى قيل : لم ينطلق اسم كاتب بالأندلس على مثل ابن أبي الخصّال . وكان مع ابن الحاجّ (أمير قرطبة) حين ثار على ابن تاشفين ، وانتقل معه إلى سرقسطة ، واستشهد سنة (۵۴۰ ه) في فتنة المصامدة بقرطبة. له تصانيف ، منها : خطف البارق وقذف المارق ، سراج الأدب ، منهاج المناقب ومعراج الحاسب ، الثاقب في نسب الرسول ، مجموعة ترسله وشعره (راجع : كشف الظنون: ج ۱ ص ۷۱۶ الرقم ۹۶۹ وإيضاح المكنون: ج ۲ ص ۶ و ص ۵۸۹ والأعلام: ج ۷ ص ۹۵ وفيه «محمّد بن مسعود بن طيب بن فرج ابن أبي الخصّال خلصة الغافقي») .

2.الإِلّ : القرابة والذمَّةُ والعهد (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۲۶ «ألل») .

3.الاكتفاء بما تضمّنه من مغازي رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ج ۲ ص ۴۷۴ .

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7 صفحه 8

۲۹۹۱.أدب الطفّ :وَلَهُ أيضا يَرثِي الحُسَينَ عليه السلام :
لَهفَ نَفسي عَلى قَتيلٍ يُعَزّىعَنهُ خَيرُ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ
أيُّ عَيشٍ يَطيبُ بَعدَ قَتيلٍماتَ بِالمُرهَفاتِ أيَّ مَماتِ
حَرَموهُ ماءَ الفُراتِ ولَولاجَدُّهُ ما سُقوا بِماءِ الفُراتِ
وَثَوَوا في قُصورِهِ وَاطمَأَنّواوبَناتُ الرَّسولِ فِي الفَلَواتِ
إنَّ في كَربَلاءَ كَربا سَقيمافَتَنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ
فاتَني نَصرُكُم بِنَصلي فَنَصريبِفُؤادٍ مُجَدَّدِ الزَّفَراتِ
وقَوافٍ مَوسومَةٍ بِدُموعٍقَدَحَت في تَوَقُّدِ الجَمَراتِ
ما بَقاءُ الدُّموعِ بَعدَ حُسَينٍفَخُذي مِن صَميمِ قَلبي وهاتِ

أَتَكونُ الدُّموعُ فيهِ وفِي النّاسِسَواءً كَلّا وهادِي الهُداةِ
هَوَّنَ اللّه ُ بَعدَهُم كُلَّ خَطبٍوحَلَت لي عَلاقِمُ الحادِثاتِ۱

1.أدب الطفّ : ج ۱۰ ص ۳۰۶ .