منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله صفحه 7

تمهيد

إنّ كتاب حِكَم النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ، هو ثمرة جهود حديثة تهدف إلى إثراء الثقافة القرآنية والحديثية ، وهو الأثر الثاني الذي أنجزته هذه المؤسّسة ۱ ، حيث صدر ببركة عام النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ۲ بهدف تعريف شعوب العالم وخاصة الباحثين أكثر فأكثر بالصورة المشرقة لخاتم الأنبياء ، وها نحن ذا نقدّم في هذا الكتاب الأقوال الحكيمة لذلك الحكيم الإلهي الأكبر ـ والتي روتها المصادر الإسلامية المعتبرة ـ ، إلى جانب الآيات التي أنزلها اللّه ـ تعالى ـ على قلبه المقدس ، وذلك وفق نظم حديث يسهل الوصول إليه . في مجالات : علم الدلالة ، والكونيات ، والانثروبولوجيا ، والاعتقادات ، والاجتماعيات ، والتربية ، والسياسة ، والاقتصاد والصحة .
وفضلاً عن أنّ هذا الكتاب يبيّن طرق التكامل والفلاح المادي والمعنوي للإنسان ، فإنه يمثّل أيضا دليلاً واضحا على نبوة خاتم الأنبياء ؛ ذلك لأنّ أقوالاً بهذا المستوى وبهذا العمق ، وبدون الارتباط بمبدأ الوحي لا يمكن أن تصدر أساسا من شخص لم يتعلّم ولو ليوم واحد ولم يرَ اُستاذا ولو لساعة واحدة .
وبعبارة اُخرى ، فإن كل إنسان واعٍ ومنصف يقرأ هذه الحكم ويعلم أن قائلها أُمي يجهل القراءة والكتابة ، فإنه سوف لا يشك في علاقته بمصدر الوحي ، كما يعبر القرآن الكريم بتعبيره الدقيق :
«وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِى إِلَى صِرَ طِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» . ۳

1.كان الأثر الأول ، كتاب النبي الأعظم صلى الله عليه و آله من منظار القرآن وأهل البيت عليهم السلام ، وقد صدر في النصف الأول من عام ۱۳۸۵ ش ( ۲۰۰۶م ) .

2.جدير ذكره أن ذكرى وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله كانت تتكرر سنة ۱۳۸۵ ش ، على أساس التقويم الهجري القمري ، ولذلك فقد سمّاها سماحة قائد الثورة الإسلامية ، « سنة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله » .

3.سبأ : ۶ .

منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله صفحه 8

جدير ذكره أنّ آية : «وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَا وَحْىٌ يُوحَى» ، ۱ تضفي على جميع إرشادات النبي صلى الله عليه و آله قيمة الوحي ، وبذلك ، فإنّ كل الحكم النبوية مشمولة بعبارة «الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ» ـ في الآية السابقة ـ التي تستتبع معرفة أهل العلم ووعيهم بها ، الإيمان بصحتها وبصدق النبي صلى الله عليه و آله .

مختارات « كتاب حِكَم النبي الأعظم صلى الله عليه و آله »

بعد صدور كتاب حكم النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن انتفاع الجميع ، وخاصة على مستوى العالم ، من كتاب بهذا الحجم من المواضيع ، ليس بالأمر الميسور من الناحية العملية ، فقد طلبت من السيد الفاضل المحترم مرتضى خوش نصيب ـ الذي تمّ إعداد أصل هذا الكتاب بتعاونه ـ ، أن يتفضّل باختيار منتخبات منه فيكمل بذلك سعادته بتقديم هذه الخدمة القيمة ، ونحن نشكر اللّه المنّان على أنّه اضطلع بهذه المهمة كأحسن ما يكون الاضطلاع فقدّم مقتطفات رائعة من روضة الحكمة المحمدية إلى محبّي هذه الشخصية العظيمة .
وأنا اُقدّم شكري الجزيل إليه وإلى جميع من أدّى دورا في التنظيم النهائي لهذا الكتاب ، وأسأل اللّه تعالى ـ جلّت عظمته ـ الأجر الجزيل والفضل الوفير لهم جميعا .
وفي الختام ، ألفت عناية الأعزاء الراغبين في أن ينسبوا حديثا إلى النبي صلى الله عليه و آله أو أهل بيته عليهم السلام من هذا الكتاب أو المصادر الروائية الاُخرى ، إلى أهمّ آداب نقل الحديث . فقد روى الشيخ الكليني قدس سرهعن الإمام علي عليه السلام ، قوله :
( إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم ؛ فان كان حقّا فلكم وإن كان كذبا فعليه ) . ۲
ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم .
محمّد المحمّدي الريشهرى
¨ 22 / 8 / 1387
12 ذي القعدة 1429 هـ

1.النجم : ۳ و ۴ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۵۲ ح ۷ .