منتخب نهج الذكر صفحه 7

تمهيد

ذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية .
وبعبارة مختصرة : إِنَّ ذكر اللّه ، هو ذكر النفس ، والغفلة عنه غفلة عنها .
ومن أجل استغلال هذه الثروة العظيمة ، فإنّ من الضروري معرفة قيمتها وأهميتها ، ومعرفة مبادئها ، وآدابها ، وآفاتها وآثارها من منظار القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام .
وقد بذلت جهود قيّمة كثيرة من أجل تأمين المعرفة الضرورية في هذا المجال ، لكن كما أكدت في مقدمة كتاب «نهج الدعاء» نظرا إلى الحاجة المتزايدة للمتعطشين إلى معارف الإسلام الأصيلة ، خاصة المراكز البحثية والباحثين في العلوم الإسلامية ، فإنّ المجال مفتوح لبذل جهود أكبر وتقديم موسوعات تهتم أكثر بالجانب العملي والتطبيقي .
إنّ «نهج الذكر» يُمثل حركة جديدة للوصول إلى هذه الغاية الرفيعة ، حيث وضعناه تحت اختيار المثقفين والمتعطشين إلى المعارف الإسلامية الخالصة بنظام حديث يمكن الاستفادة منه بسهولة ومداخل وتحليلات مكتملة ، ضمن عشرة أقسام .
وسنقدّم في هذا الكتاب بشكل مفصّل ، المواضيع المتعلّقة بعشرة عناوين هي من أبرز مصاديق الذكر في القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، فضلاً عن بيان القضايا العامة المرتبطة بذكر اللّه . وهذه الأذكار هي :

منتخب نهج الذكر صفحه 8

«البسملة» ، «التسبيح» ، «التحميد» ، «التهليل» ، «التكبير» ، «الحوقلة» ، «الاستثناء» ، «الاستعاذة» ، «الاستغفار» و «الصلوات على النبي وأهل بيته صلى الله عليه و آله » .
جدير بالذكر أنّ هذا الكتاب بشكله الكامل قد تمّ نشره قبل فترة في مجلّدَين ليكون في معرض الباحثين ، وها نحن الآن نعرض تلخيص الكتاب ـ الذي قام بإنجازه الفاضل الكريم رسول الاُفقي ـ ليستنير الجميع بتعاليم القرآن العظيم والنبيّ الكريم صلى الله عليه و آله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في مجال الذكر والدعاء الذي هو أهمّ مجالات بناء الذات .
وفيما يلي بعض النقاط التي روعيت في التلخيص :
1 . الحفاظ على المباحث الأصليّة ، والعناوين الأصليّة والفرعيّة للكتاب سوى الأذكار المأثورة .
2 . الحفاظ على المداخل والتحليلات والإيضاحات سوى القليل منها .
3 . اختيار أجمع وأبلغ وأوضح النصوص الحديثية المدرَجة تحت العنوان الواحد .
4 . تلخيص التخريجات والاكتفاء بأهمّ المصادر الحديثيّة ، على أن لا يتجاوز الهامش سطراً واحداً.
وفي الختام أتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل لجميع الإخوة الذينَ ساهموا وشاركوا في تدوين هذا السفر الجليل وبالخصوص الفاضل الجليل رسول الاُفقي الذي أعانني في تأليف الكتاب ، وأسأل اللّه سبحانه أن يتفضّل على الجميع بالأجر الجزيل .
رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليم
وَاجعَل ألسِنَتَنا بِذِكرِكَ لَهِجَةً وقُلوبَنا بِحُبِّكَ مُتَيَّمَة
محمّدي الرَّيشهرى
¨ 8 / 12 / 1386
4 صفر 1429