الكِبر - الصفحه 9

به ، وبه ينفصل الكِبر عن العُجب كما سيأتي ، فإنّ العُجب لا يستدعي غير المُعجَب ، بل لو لم يخلق الإنسان إلّا وحده تصوّر أن يكون مُعجَباً ، ولا يتصوّر أن يكون متكبّراً إلّا أن يكون مع غيره ، وهو يرى نفسه فوق ذلك الغير في صفات الكمال ، فعند ذلك يكون متكبّراً . ولا يكفي أن يستعظم نفسه ليكون متكبّراً ، فإنّه قد يستعظم نفسه ولكن يرى‏ غيره أعظم من نفسه أو مثل نفسه فلا يتكبّر عليه . ولا يكفي أن يستحقر غيره فإنّه مع ذلك لو رأى نفسه أحقر لم يتكبّر ،ولو رأى غيره مثل نفسه لم يتكبّر ، بل ينبغي أن يرى لنفسه مرتبةً ولغيره مرتبةً ، ثمّ يرى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره ، فعند هذه الاعتقادات الثلاثة يحصل فيه خلق الكبر ، لا أنّ هذه الرؤية هي الكبر ، بل هذه الرؤية وهذه العقيدة تنفخ فيه فيحصل في قلبه اعتدادٌ وهزّة وفرحٌ وركونٌ إلى‏ ما اعتقده ، وعزّ في نفسه بسبب ذلك ، فتلك العزّة والهزّة والركون إلَى المعتقَد هو خلق الكبر ، ولذلك قالَ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله : أعوذُ بِكَ مِن نَفخَةِ الكِبرياءِ .۱

3380 - ذَمُّ التَّبَختُرِ فِي المَشيِ‏

الكتاب :

(وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) .۲

(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) .۳

(وَعِبادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وإِذَا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلَاماً) .۴

الحديث :

۱۷۳۶۵.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّهَ يُبغِضُ ابنَ سَبعينَ في أهلِهِ ، ابنَ عِشرِينَ في مِشيَتِهِ ومَنظَرِهِ .۵

۱۷۳۶۶.عنه صلى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّهَ تعالى‏ يُحِبُّ ابنَ عِشرينَ إذا كانَ شِبهَ ابنِ ثَمانينَ ، ويُبغِضُ ابنَ سِتِّينَ إذا كانَ شِبهَ ابنِ عِشرينَ .۶

1.المحجّة البيضاء : ۶/۲۲۸ .

2.الإسراء : ۳۷ .

3.لقمان : ۱۸ .

4.الفرقان : ۶۳ .

5.كنز العمّال : ۷۷۳۱ .

6.كنز العمّال : ۷۷۳۲ .

الصفحه من 18