أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 69

إلى حدِّ الغُلُوّ، وبين التفريط في البُغض والقلى، و طائفة أعلنتْ التحيُّر وتوقّف الفكر فيه عليه السّلام .
وكان أيسرَ ما يستطيعُهُ عارفٌ شهد بعض زمانه ـ وهو الحسن البصريّ ـ أنْ يقولَ: ما أَقُولُ فيهِ !؟؟ كانتْ لَهُ السابقةُ، و الفَضْلُ، و العِلْمُ، و الحِكْمةُ، و الفِقْهُ، و الرَأْيُ، و الصُحْبةُ، و البَلاءُ، و النَجْدةُ، و الزُهْدُ، و القَضاءُ، و القَرَابَةُ.
إِنّ عَلِيّاً كانَ في أَمْرِهِ عَلِيّاً، فَرَحِمَ اللهُ عَلِيّاً و صَلَّى عليه ۱ .
ومن هنا قد صحّ الحديث الشريف حيث قال له الرسولُ الأكرم صلّى الله عليه و آله :
« يا عَليُّ:
ما عَرَفَكَ إلا اللهُ وأنَا، وما عَرَفَني إلا اللهُ وأَنْتَ، وما عَرَفَ اللهَ إلا أنَا وأَنْتَ» ۲ .
وعندها تكون هذه الحقيقةُ قطعيّةً وكبيرةً، بقدر مايكون الشوقُ إلى معرفة الإمام عليه السّلام عظيماً وأكيداً.
وإذا تكفّلت الآياتُ القُرآنيّةُ الكريمةُ بالكشفِ عن أبعاد كثيرةٍ وواسعةٍ من الإمام عليه السّلام بما جمعتْها الكتب المتخصّصة بنزولها فيه، على كثرتها و سعتها ۳ .
وكذلك ما أعلنه الرسولُ الكريم صلّى الله عليه و آله في الأحاديث الشريفة من مناقب الإمام وفضائله ومقامه عند الله وعند الرسول ممّا هو مجموعٌ في ما يُسمّى بكتب المناقب والفضائل ۴ .

1.شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد (۴/۹۶) ط ابراهيم - مصر. وعنه في بحار الأنوار (۳۴/۲۹۵).

2.رواه الحافظ البُرسيّ في مشارق أنوار اليقين (ص۱۱۲) طبع الشريف الرضيّ ـ قم ۱۴۱۴هـ وفي بحار الأنوار (۳۹/۸۴) قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا عليّ، ما عرف اللهَ حقَّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري.

3.لقد بحثنا بشكلٍ واسعٍ عن هذه الكتب ومناهجها وعدّدناها في المقدّمة الواسعة التي كتبناها لتفسير الحِبَرِيّ، فراجع.

4.لقد جمع السيّد مهدي الموسوي الخرسان، قائمةً طويلةً بهذه المؤلّفات في مقدّمته الرائعة لكتاب «ينابيع المودّة» المطبوع في المطبعة الحيدريّة في النجف.

الصفحه من 164