20
كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة
۰.بسم اللّه الرحمن الرحيم
من عليِّ بن أبي طالِب إلى أهل الكوفة :أمَّا بَعدُ ، فإنِّي أُخبِرُكُم عن أمْرِ عثْمانَ، حَتَّى يكونَ أمرُهُ كالْعِيان لَكُم ، إنَّ النَّاس طَعَنُوا علَيْهِ ، فكنْتُ رَجُلاً من المهاجِرين َ، أُكْثِرُ اسْتِعْتابَه وأُقلُّ عِتابَه ، وكانَ طَلْحة ُ والزُّبَيْرُ أهْوَنُ سيْرِهِما فيهِ الوَجِيفُ ، وقدْ كان من عائِشَة َ فيْه فَلْتَةُ غَضَبٍ ، فأُتِيْحَ لهُ قَوْمٌ فقَتَلُوهُ ، وبايَعَني النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكرَهِين ، ولا مُجْبَرِينَ ، بَل طائِعِين مخَيَّرِين .
وكانَ طَلْحَة ُ والزُّبَيْر ُ أوَّلَ مَن بايَعَني علَى ما بايَعا عَلَيهِ مَن كانَ قَبْلِي ، ثم اسْتَأْذَنانِي في العُمْرَةِ ـ و لم يَكُونا يُريْدانِ العُمْرةَ ـ فنَكَثا العَهْدَ ، وآذَنا بالحربِ ، وأخْرَجا عائِشَة َ من بَيْتِها يَتَّخِذَانِها فِتْنَةً ، فَسارا إلى البصرة اخْتيارا لأهلِها ، واخْتَرْتُ السَّيْرَ إليْكُم ، ولَعَمْري ما إيَّايَ تُجِيبونَ ، إنَّما تُجِيبونَ اللّه َ ورَسُولَهُ ، واللّه ِ ما قاتَلْتُهُم وفي نَفسِي مِنهُم شَكٌّ ، وقد بَعَثْتُ إليْكُم وُلْدي الحسن َ وعَمَّار ا وقَيْسا ، مُسْتَنْفِرين بِكُم ، فَكونوا عِنْد ظَنِّي بِكُم » . ۱
21
كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة
۰.عنْد مسيره من المدينة إلى البصرة:مِن عَبدِ اللّه ِ عليٍّ أميرِ المؤمنينَ إلى أهْلِ الكُوفَة ِ ، جَبْهَةِ الأنْصَارِ وسَنامِ العَرَب ِ .
أمَّا بَعْدُ ، فإنِّي أُخْبِرُكُم عَن أمْرِ عُثْمانَ حَتَّى يكونَ سَمْعُهُ كعِيانِهِ .
إنَّ النَّاس طَعَنُوا ، فكنْتُ رَجُلاً من المهاجرِينَ أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَهُ ، وأُقِلُّ عِتَابَهُ ، وكان طَلْحةُ والزُّبَيْر ُ أهْوَنُ سَيْرهِما فيْه الوَجِيفُ ، وأرْفَقُ حِدَائِهِما العَنِيفُ ، وكانَ مِن عائِشَةَ فيْهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ ، فأُتِيْحَ لهُ قَوْمٌ قَتَلُوهُ ، وبايَعَني النَّاسُ غيْرَ مُسْتَكرَهِينَ ، ولا مُجْبَرِينَ ، بَل طائِعِينَ مخَيَّرِينَ .
واعْلَموا أنَّ دارَ الهِجْرَةِ قَدْ قَلَعَتْ بِأهلِها ، وقَلَعُوا بِها ، وجاشَتْ جَيْشَ المِرْجَلِ ، وقامَت الفِتْنَةُ على القُطْبِ ، فأسْرِعوا إلى أميرِكُم وبادِرُوا جِهادَ عَدُوِّكم ، إنْ شَاءَ اللّه َ . ۲