28
كتابه عليه السلام إلى عائِشَة
۰.« بسم اللّه الرحمن الرحيم
أمَّا بَعدُ ، فإنَّكِ خَرَجْتِ مِن بَيْتكِ عاصِيَةً للّه ِ تعالى ولِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، تَطْلُبِين أمْرا كانَ عَنْكِ مَوضُوعا ، ثُمَّ تَزْعُمِينَ أنَّكِ تُريدِينَ الإصْلاحَ بَيْنَ الناسِ ، فَخَبِّرينِي: ما لِلنِّساءِ وَقوْدِ العَساكِرِ ؟ زَعَمْتِ أنَّك طالِبةٌ بدَمِ عُثمانَ ، وعُثمانُ رَجُلٌ من بَنِي أميَّة َ ، وأنْتِ امرأةٌ مِن بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّة َ .
وَلَعَمْرِي إنَّ الَّذِي عَرَّضَكِ للبَلاء ، وَحَمَلَكِ علَى المَعْصيةِ لأعْظَمُ إليْكِ ذَنْبا مِن قَتَلَةِ عُثمانَ .
وَما غَضِبْتِ حَتَّى أُغْضِبْتِ ، ولاَهِجْتِ حَتَّى هُيِّجْتِ، فاتَّقي اللّه َ يا عائِشَةُ ، وارْجِعِي إلى مَنْزِلِكِ ، واسْبِلِي عَلَيْكِ سِتْرَكِ ، والسَّلامُ » .
فجاء الجواب إليه عليه السلام :
يا بن أبي طالب ، جلّ الأمْر عن العِتاب ، ولنْ نَدْخل في طَاعتك أبَدا ، فاقض ما أنت قاض والسَّلام . ۱
29
كتابه عليه السلام إلى أمّ هانئ بنت أبي طالب
۰.وكَتَبَ أميرُ المُوِنينَ عليه السلام إلى أمّ هانئ، بنت أبي طالب :« سَلامٌ عَلَيكِ ، أحمَدُ إليكِ اللّه َ الَّذي لا إلَه إلاَّ هُوَ ، أمَّا بَعْدُ ؛ فإنَّا التقَيْنا مَعَ البُغاةِ والظَّلَمَةِ في البَصرةِ ، فأعطانا اللّه ُ النَّصرَ عَلَيهِم بحَوِلِهِ وَقُوَّتِهِ ، وأعطاهُم سُنَّةَ الظَّالِمينَ ؛ فقُتِلَ مِنهُم طَلْحَةُ
والزُبَيْرُ وعبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَتَّاب ِ ، وجمعٌ لا يُحصى ، وَقُتِلَ مِنَّا بنو مَجْدُوع ٍ ، وابنا صُوحان ، وعِلْباء ُ ، وهند ٌ ، وثُمامَة ُ، فِيمَن يُعَدُّ مِنَ المُسلمِين َ رَحِمَهُم اللّه ُ ، والسَّلامُ . » ۲