449
مكاتيب الأئمّة ج1

128

كتابه عليه السلام إلى عَمْرو بن أبي سَلَمَة

۰.] نقل مصنف كتاب معادن الحكمة رحمه الله۱كتابا له عليه السلام إلى بعض عُمَّاله خاليا من ذكر اسم المكتوب إليه ، نقله عن السَّيِّد رحمه الله ، ولكنْ نقل اليعقوبي كتابا له عليه السلام إلى عَمْرو بن أبي سلمة الأرْحَبيّ يقرب من الكتاب الَّذي نقله المصنف رحمه الله ، ويمكن أن يكونا كتابا واحدا ، وإن كان القريب عندي تعدُّدهما ، لاختلاف مضمونهما كثيرا ، وهو : [« أمَّا بَعْدُ ، فإنَّ دَهاقِينَ عَمَلِكَ شَكَوا غِلْظَتَكَ ، ونَظَرْتُ في أمرِهِمْ فما رأيْتُ خَيْرا ، فَلْتَكُن مَنْزِلَتُكَ بين مَنزِلَتَينِ : جلبابُ لينٍ بِطَرفٍ مِنَ الشِّدَّةِ في غَيرِ ظُلْمٍ ولا نَقْصٍ ، فإنَّهم أحيونا صاغرين ، فَخُذْ ما لَكَ عِندَهُم وهُم صاغِرونَ ، ولا تتَّخِذْ من دُونِ اللّه ِ وليَّا ، فَقَدْ قالَ اللّه ُ عز و جل : « لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً »۲ ، وقال عز و جل في أهل الكتاب : « لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَـرَى أَوْلِيَآءَ »۳ ، وقال تبارك وتعالى : « وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ »۴ ، وقَرِّعْهُم بِخَراجِهِم . وقابِلْ في ورَائِهِم ، وإيَّاك ودِماءَهُم ، والسَّلام » . ۵

1.معادن الحكمة : ج۱ ص۳۲۲ الرقم۴۷ .

2.آل عمران : ۱۱۸ .

3.المائدة : ۵۱ .

4.المائدة : ۵۱ .

5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۳ .


مكاتيب الأئمّة ج1
448

127

كتابه عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ

نقل ابن عبد ربّه في العِقد الفريد :
إنَّ أبا موسى بعد قصَّة الحكَمَين خرَج من فَوره إلى مكَّة َ مستعيذا بها من عليّ ، وحلَف أنْ لا يكلِّمه أبدا فأقام بمكَّة حينا حَتَّى كتَب إليه معاوية : ـ ثُمَّ نقل كتاب معاوية إلى أبي موسى ، وكتاب أبي موسى إليه فقال : ـ فبلغ عليَّا كتابُ أبي موسى الأشْعَرِيّ ، فكتَب إليه :
« سَلامٌ عَليْكَ ، أمَّا بَعدُ ، فإنَّكَ امرؤٌ ظَلَمكَ الهَوى ، واستَدْرَجَكَ الغُرورُ ، حَقَّقَ بِكَ حُسنَ الظَّنِّ لزومُك بَيْتَ اللّه ِ الحَرامِ غَيْرَ حاجٍّ ، وَلا قاطِنٍ ، فاستَقِلِ اللّه َ يُقِلْكَ ؛ فَإنَّ اللّه َ يَغْفِرُ ولا يَغْفُلُ ، وأحَبُّ عبادِهِ إليهِ التَّوابونَ ، وكتبَه سَماك بن حَرب » .
فكتَب إليه أبو موسى :
سلامُ عليكم ، فإنَّه واللّه ، لولا أنِّي خشيتُ أنْ يَرفعك منِّي منعُ الجواب إلى
أعظم ممَّا في نفسك لم أُجبك ، لأنَّه ليس لي عندك عُذر يَنْفعني ، ولا قُوَّة تمنعني ، وأمَّا قولك « ولزومي بيتَ اللّه ِ الحَرامِ غيرَ حاجٍّ ولا قاطِنٍ » ، فإنِّي اعتزلتُ أهلَ الشَّام ، وانقطعتُ عن أهل العراق ، وأصبت أقواما صغّروا من ذنبي ما عظَّمتم ، وعظَّموا من حقِّي ما صغَّرتم ، إذ لم يكن لي منكم وليٌّ ولا نصير . ۱
ونقل أبي قُتَيْبَة الكتاب ، ولكنَّه نقله بصورة أخرى لا بدَّ من إيرادها هنا :
أمَّا بَعدُ ، فَإنَّكَ امرؤ ضَلَّلَكَ الهَوى ، واستَدْرَجَكَ الغُرورُ ، فاستَقِلِ اللّه َ يُقِلْكَ عَثرَتَكَ ، فإنَّه مَنِ استقالَ اللّه َ أقالَهُ ، إنَّ اللّه َ يَغفِرُ ولا يُغيِّرُ ، وأحَبُّ عبادِهِ إليهِ المُتَّقون ، والسلام . ۲

1.العِقد الفريد : ج۳ ص۳۴۱ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۵۰۱ الرقم۴۶۱ ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ عليه السلام : ج۲ ص۵۲ .

2.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۰ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 107706
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي