] وإذا رجعت إلى كتاب معادن الحكمة فلسوف ترى فرقا واضحا بينهما ، يبعد معه اتحادهما . . .ولم أجد في المعاجم الموجودة عندي ما يتعلّق بهذا الكتاب ، إلاّ أنَّ في الجمل للمفيد رحمه الله ، إنَّ كتاب عليّ عليه السلام إلى الكوفة بعد فتح البصرة ، أرسله مع عَمْرو بن أبي سلمة الأرْحَبيّ . ]
129
كتابه عليه السلام إلى قَرَظَةَ بن كَعْب
۰.كتب ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ إلى قَرَظَةَ بن كَعْب الأنْصاريّ :« أمَّا بَعدُ ، فإنَّ رِجالاً مِن أهلِ الذِّمَّةِ مِن عَملِكَ ذكرُوا نَهْرا في أرضِهِم قَد عفا وادَّفَنَ ، وفيهِ لَهُم عِمارَةٌ عَلى المُسلِمينَ ، فانْظُر أنتَ وهُم ، ثُمَّ اعمُر وأصلِحْ النَّهرَ ، فلَعَمرِي لأن يَعمُروا أحبُّ إلينا مِن أن يَخرُجُوا وأنْ يَعجَزُوا أو يُقَصِّروا في واجِبٍ مِن صَلاحِ البلادِ ، والسَّلامُ » . ۱
[ وتوجد صورة أخرى عن أنساب الأشراف للبلاذريّ ،] كتب عليه السلام إلى قَرَظَة بن كَعب:
« أمَّا بَعدُ ؛ فَإنَّ قَوْما مِن أهْلِ عَمَلِكَ أتَوْني ، فَذَكرُوا أنَّ لَهُم نَهْرا قَد عَفا ودَرَس ، وأنَّهم إن حَفَرُوه واستَخرَجُوه عَمَرتْ بِلادُهُم ، وقَوَوا علَى خَراجِهِم ، وزَادَ فيءُ المُسلِمينَ قِبَلَهُم ، وسأَلونِي الكِتابَ إلَيكَ لِتأْخُذَهُم بِعَمَلِهِ ، وتَجْمَعَهُم لِحَفْرِهِ والإنفاقِ علَيهِ ، ولَسْتُ أرى أَنْ أجْبُرَ أحَدا علَى عَمَلٍ يَكْرَهُهُ ، فادعُهُم إليْكَ ، فإنْ كان الأمرُ في النَّهرِ علَى ما وصفُوا ، فمَن أحبَّ أن يَعْمَلَ فَمُرْهُ بِالعَمَلِ ، والنَّهرُ لِمَنْ عَمِلَهُ دُونَ مَن كَرِهَهُ ، ولأن يَعمُروا ويَقوَوا أحبُّ إليَّ مِن أنْ يَضْعُفُوا ، والسَّلامُ . » ۲