303
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
302

أبو رافِعٍ مولى رسول اللّه

غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف في اسمه ، فقيل : أسلَمُ ؛ وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم ۱ ، وقيل غير ذلك . أحد الوجوه البارزة في التَّشيُّع ، ومن السَّابقين إلى التَّأليف والتَّدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار .
كان غلاما للعبّاس عمّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، ثمّ وهبه العبّاس للنبيّ صلى الله عليه و آله ۳ . ولمّا أسلم
العبّاس وبلّغ أبو رافع رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله بإسلامه أعتقه . ۴
شهد أبو رافع حروب النَّبيّ صلى الله عليه و آله كلّها إلاّ بدرا ۵ . ووقف بعده إلى جانب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ثابت العقيدة ولم يفارقه ۶ . وهو أحد رواة حديث الغدير ۷ . وعُدّ من أبرار الشِّيعة وصالحيهم ۸ . وكان مع الإمام عليه السلام أيضا في جميع معاركه ۹ .
وكان مسؤولاً عن بيت ماله عليه السلام بالكوفة ۱۰ . وولداه عبيد اللّه ۱۱ ، وعليّ ۱۲ من كُتّابه .
ولأبي عليه السلام رافع كتاب كبير عنوانه ، السُّنن والقضايا والأحكام ۱۳ ، يشتمل على الفقه في أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدّثين الكبار وفيهم ولده . وله كتب اُخرى منها كتاب : أقضية أمير المؤمنين ، و كتاب الدِّيات وغيرهما ، ويعتقد بعض
العلماء أنّها قاطبةً أبواب ذلك الكتاب الكبير وفصوله ۱۴ . وذهب أبو رافع مع الإمام الحسن عليه السلام إلى المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ۱۵ . ووضع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام نصف بيت أبيه تحت تَصرُّفهِ . وروى أبو رافع عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أيضا ۱۶ . وذكر البعض أنّه توفّي سنة 40 ه . ۱۷
في رجال النَّجاشي عن أبي رافع : دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو نائم ، أو يوحى إليه ، وإذا حيّة في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فاُوقِظَهُ ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة ، حتَّى إن كان منها سوء يكون إليّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية : « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ »۱۸ .
ثمّ قال : الحمد للّه الَّذي أكمل لِعَليٍّ عليه السلام مُنيته ، وهنيئا لعليّ عليه السلام بِتفضيل اللّه ِ إيّاهُ ، ثمّ التفت ، فرآني إلى جانبه ، فقال : ما أضجَعكَ هاهنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحيّة ، فقال : قم إليها فاقتُلها ، فقتلتها .
ثمّ أخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بيدي فقال : يا أبا رافع كَيفَ أنتَ وقومُ يقاتِلونَ عَلِيّا عليه السلام هُو عَلى الحَقِّ وهم على الباطل ! يكون في حَقّ اللّه ِ جِهادُهُم ، فَمَنَ لَم يَستطِع جِهادَهُم فَبقلبهِ ، فَمَن لَم يَستَطِعْ فليس وراءَ ذلِكَ شيءٌ ، فَقُلتُ : ادعُ لي إنْ أدركْتُهم أن يُعينني اللّه ُ ويُقوّيني عَلى قتالهم ، فَقالَ : اللَّهمَّ إن أدرَكَهُم فقوِّه وأعِنْه . ثمّ خَرَج إلى النَّاس ، فقال : يا أيُّها النَّاس ! مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى أمِيني على
نَفسي وأهلِي ، فهذا أبو رافع أميني علَى نَفسِي .۱۹

وعن عَوْن بن عُبَيْد اللّه بن أبي رافع : لمّا بويع عليّ عليه السلام وخالفه معاوية بالشَّام ، وسار طَلْحة والزُّبَيْر إلى البصرة ، قال أبو رافع : هذا قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «سيُقاتِلُ عليّا عليه السلام قَومٌ يَكونُ حقّا فِي اللّه ِ جهادهُم» .
فباع أرضه بخيبر وداره ، ثمّ خرج مع عليّ عليه السلام وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة ، وقال : الحمد للّه ، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتي ، لقد بايعت البيعتين ، بيعة العَقَبَة ، وبيعة الرِّضوان ، وصلّيت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثَّلاث ، قلت : وما الهجر الثَّلاث ؟ قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب ـ رحمة اللّه عليه ـ إلى أرض الحبشة ، وهاجرت مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى الكوفة ، فلم يزل مع عليّ عليه السلام حتَّى استشهد عليّ عليه السلام ، فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام ، ولا دار له بها ولا أرض ، فقسم له الحسن عليه السلام دار عليّ عليه السلام بنصفين ، وأعطاه سُنُح ۲۰ : أرض أقطعه إيّاها ، فباعها عبيد اللّه بن أبي رافع من معاوية بمئة ألف وسبعين ألفا . ۲۱

1.الاستيعاب : ج ۱ ص۱۷۷ الرقم۳۴ ؛ تهذيب المقال : ج ۱ ص۱۶۴ الرقم۱ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۶۹۰ ح۶۵۳۶ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۳ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۷۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۶۸ ؛ رجال النجاشي : ج۱ ص۶۱ الرقم۱ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۶۹۰ ح۶۵۳۶ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۳ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۷۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۶۸ .

4.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۶۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء :ج۲ ص۱۶ الرقم۳ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۱۷۷ الرقم۳۴ ؛ رجال النجاشي : ج۱ ص۶۱ الرقم۱ .

5.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۴ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۱۷۸ الرقم۳۴ ؛ رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ وفيه « وشهد مع النَّبيّ صلى الله عليه و آله مشاهده » .

6.رجال النَّجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ ، الأمالي للطوسي : ص۵۹ ح۸۶ .

7.مقتل الحسين للخوارزمي :ج۱ ص۴۸ ؛ الغدير : ج۱ ص۱۶ ح۸ .

8.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ .

9.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ ، الأمالي للطوسي : ص۵۹ ح۸۶ .

10.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۴۱ .

11.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۴ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۷۰ وفيه « عبيدة اللّه » ؛ رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ ، رجال الطوسي : ص۷۱ الرقم۶۵۴ .

12.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم۱ ، رجال ابن داوود : ص۱۳۴ الرقم۱۰۱۱ وراجع تهذيب المقال : ج۱ ص۱۶۴ ـ ۱۸۲ الرقم۱ .

13.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۴ الرقم۱ .

14.تدوين السنّة الشريفة : ص۱۳۸ ـ ۱۴۲ .

15.رجال النجاشي : ج۱ ص۶۴ الرقم۱ ، الأمالي للطوسي : ص۵۹ ح۸۶ .

16.التاريخ الكبير : ج ۵ ص۱۳۸ ح۴۱۵ .

17.سيرأعلام النبلاء : ج۲ ص۱۶ الرقم۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۶۸ ، وقيل « مات بعد قتل عثمان » كما في الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۵ وتاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۶۸ ، وقيل « توفّي في خلافة عليّ عليه السلام » كما في سِيَرِ أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۱۶ الرقم۳ والاستيعاب : ج ۱ ص۱۷۸ الرقم۳۴ .

18.المائدة : ۵۵ .

19.رجال النجاشي : ج ۱ ص ۶۳ الرقم ۱ .

20.سُنُح : موضع بعَوالي المدينة ، فيه منازل بني الحارث بن الخزرج ( النهاية : ج۲ ص۴۰۷ ) .

21.رجال النجاشي : ج ۱ ص ۶۴ الرقم ۱ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 70560
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي