321
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
320

206

كتابه عليه السلام لأبي الأسْوَد في النَّحو

قال العلاّمة التُّستريّ في القاموس في ترجمة أبي الأسْوَد : وأمَّا تأسيسه النَّحو ، ففي معجم الأُدباء ، ياقوت الحَمَويّ ، عن أمالي الزَّجاج ، عن الطَّبريّ ـ صاحب المازني ـ عن السَّجستانيّ ، عن الخُضْريّ ، عن سَعِيد بن سَلَمَة الباهِليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي الأسْوَد، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فرأيته مطرقا مفكّرا ! فقلت : فِيمَ تفكّر يا أمير المؤمنين ؟
قال : « إنِّي سمِعتُ بِبلدِكُم لَحْنا ، فأرَدتُ أنْ أضَعَ كِتابا في أُصُولِ العَربِيَّةِ » .
فقلت : إن فعلت هذا يا أمير المؤمنين ، أحييتنا وبقيت هذه اللُّغة فينا ؛ ثُمَّ أتيته بعد أيَّام ، فألقى إليَّ صحيفة ، فيها :
« بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ
الكلامُ كلّه : اسمٌ ، وفِعلٌ ، وحَرفٌ ؛ والاسمُ ، ما أنبأ عَنِ المُسمَّى ، والفِعلُ ، ما أنبأ عَن حَرَكَةِ المُسمَّى ، والحَرفُ ، ما أنبأ عَن مَعنى لَيسَ باسمٍ ولا فِعْلٍ » .

ثُمَّ قال لي : « تتبّعْهُ وزِدْ فيهِ ما وقَعَ لَكَ ، واعلَم يا أبا الأسْوَدِ ، أنَّ الأشياء ثَلاثَةٌ : ظاهِرٌ ، ومُضمَرٌ ، وشيءٌ لَيسَ بِظَاهِرٍ ولا مُضمَرٍ » .
قال : فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه ، وكان من ذلك حروف النَّصب ، فكان منها : إنَّ وأنَّ وليتَ ولعلَّ وكأنَّ ، ولم أذكر لكنَّ .
فقال لي : « لِمَ تَركْتَها » ؟
فقلت : لم أحسبها منها .
فقال : « بل هِيَ مِنها فَزِدْها فِيها » . ۱
ونقله العلاّمة المجلسي في البحار نقلاً عن المناقب هكذا :
« الكلامُ ثلاثَةُ أشياء : اسمٌ ، وفِعلٌ ، وحَرفٌ جاء لِمَعنى ، فالاسمُ : ما أَنبأَ عَنِ المُسمَّى ، والفِعلُ : ما أنبَأ عن حَرَكَةِ المُسمَّى ، والحَرفُ : ما أوجَدَ مَعنىً فِي غَيرِهِ ؛ وكتَبَ عليُّ بنُ أبي طالب »۲

[ وفي ملحقات إحقاق الحقّ ۳ نقل تأسيسه عليه السلام لعلم النَّحو عن الأنباري في كتابيه : لمع الأدلّة ونزهة الألبّاء ، والقفطي في إنباه الرُّواة ، والزَّجاجيّ : في الإيضاح ، وابن كثير في البداية والنِّهاية ، والدِّينَوري في الشِّعر والشُّعراء ، والعسكري في المصون ، وابن العمَّاد في شذرات الذَّهب ، والقلقشندي في صبح الأعشى ، والسَّمعاني في الأنساب ، وابن النَّديم في الفهرست ، واليافعي في مِرآة الجنان ، والكنفراني في المُوفَّى ، والزُّبيديّ في تاج العروس ، والإشبيلي في طبقات النُّحاة ، والسُّيوطي في الوسائل وتاريخ الخلفاء ، والبستوي في محاضرة الأوائل ، والذَّهبيّ في تاريخ الإسلام ، والمُبَرِّد في الفاضل ، وغيرهم ، ثُمَّ نقل علل التَّأسيس ، ثُمَّ ذكر ما ألقاه أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبي الأسْوَد عَلى اختلافِ النُّسخ :
1 . أملى على أبي الأسْوَد جوامعه وأُصوله ـ أي النَّحو ـ من جملتها : ]الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم ، وفعل ، وحرف ؛ ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ، ونكرة ، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرَّفع ، والنَّصب ، والجرّ . ۴
[ 2 . عن أنباه الرُّواة للشَيْبانِيّ ۵ موافقا لما مرّ عن ياقوت الحموي الملحقات ] .

1.قاموس الرجال : ج۵ ص۵۸۲ الرقم ۳۷۷۱ وراجع : سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۴ ص۸۴ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج۲ ص۴۷ ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۱۶۲ .

3.إحقاق الحق : ج۸ ص۱ ـ ۱۰ .

4.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱ ص۲۰ .

5.أنباه الرواة : ج۱ ص۴ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 70551
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي