337
مكاتيب الأئمّة ج2

219

كتابه عليه السلام إلى أُمراء الخَراج

۰.« بسم اللّه الرحمن الرحيم
مِن عَبدِ اللّه ِ عليٍّ أمِيرِ المُؤمِنينَ إلى أُمَراءِ الخَراجِ .
أمَّا بَعْدُ ، فإنَّه مَن لَمْ يَحْذَرْ ما هو صَائِرٌ إلَيْه ، لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ ولَمْ يَحْرِزْها ، ومَنِ اتَّبَعَ هَواهُ وانْقادَ لَه علَى ما يَعْرِفُ نَفْعَ عاقِبَتِهِ عمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحَنَّ مِنَ النَّادِمينَ .
ألا وإنَّ أسْعَدَ النَّاسِ في الدُّنيا مَن عَدَلَ عمَّا يَعْرِفُ ضَرَّهُ ، وإنَّ أشْقاهم مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ ، فاعْتَبِروا ، واعْلَمُوا أنَّ لَكُم ما قَدَّمْتُم مِن خَيْرٍ ، وما سِوى ذلِكَ وَدَدْتُم لَوْ أنَّ بَيْنَكُم وبَيْنَهُ أمَدَا بَعْيدا ويُحَذِّرُكم اللّه ُ نفسَه ، واللّه ُ رَؤوُفٌ ورَحِيمٌ بالعِباد ، وأنَّ علَيْكُم ما فَرَّطْتُم فيه ، وإنَّ الَّذي طَلَبْتُم لَيَسِيرٌ وأنَّ ثوابَهُ لكَبِيرٌ ، ولَو لَم يَكن فيْما نُهِي عَنهُ مِنَ الظُّلمِ والعُدوانِ عِقابٌ يُخافُ ، كانَ في ثَوابِهِ ما لا عُذْرَ لِأحَدٍ بتَرْكِ طَلِبَتِهِ ، فارْحَموا تُرْحَموا ولا تُعَذِّبوا خَلْقَ اللّه ِ ، ولا تُكَلِّفُوهُم فَوْقَ طاقَتِهِم ، وأنْصِفُوا النَّاسَ مِن أنْفُسِكِم ، واصْبِروا لِحَوائِجِهم فإنَّكم خُزَّانُ الرَّعِيَّةِ ، لا تَتَّخِذُنَّ حجَّابا ، ولا تَحْجُبُنَّ أحَدَا عن حاجَتِهِ حتَّى يُنْهِيها إليْكُم ، ولا تأخُذُوا أحدا بأحَدٍ ، إلاَّ كَفِيلاً عمَّن كَفَلَ عَنْهُ ، واصْبِروا أنْفُسَكُم على ما فيْهِ الاغْتِباطُ ، وإيَّاكم وتأخِيرَ العَمَلِ ودَفْعَ الخَيْرِ ، فَإنَّ في ذلِكَ النَّدمُ ، والسَّلامُ » ۱

1.وقعة صفِّين : ص۱۰۸ .


مكاتيب الأئمّة ج2
336

218

كتابه عليه السلام إلى عمّاله على الخَراج

۰.« مِنْ عَبدِ اللّه عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ إلَى أَصْحَابِ الْخَرَاجِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَإنَّ مَنْ لَمْ يَحْذَرْ ما هُو صَائِرٌ إلَيْهِ لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ مَا يُحْرِزُهَا ، واعْلَمُوا أَنَّ مَا كُلِّفْتُمْ بِهِ يَسِيرٌ ، وأَنَّ ثَوَابَهُ كَثِيرٌ ، ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِيما نَهَى اللّه ُ عَنْهُ مِن الْبَغْيِ والْعُدْوَانِ عِقَابٌ يُخَافُ ، لَكَانَ في ثَوَابِ اجْتِنَابِهِ ما لا عُذْرَ فِي تَرْك طِلَبِهِ .
فَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، واصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ ، فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ الرَّعِيَّةِ ، ووُكَلاءُ الأُمَّةِ ، وسُفَرَاءُ الأَئِمَّةِ ، ولا تُحْشِمُوا أَحَدا عَنْ حَاجَتِهِ ، ولا تَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ ، ولا تَبِيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ ولا صَيْفٍ ، ولا دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا ، ولا عَبْدا .
ولا تَضْرِبُنَّ أَحَدا سَوْطا لِمَكَانِ دِرْهَمٍ ، ولا تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مُصَلٍّ ولا مُعَاهَدٍ ، إِلاَّ أَنْ تَجِدُوا فَرَسا أو سِلاحا يُعْدَى بِهِ عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ ، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ ذَلِك فِي أَيْدِي أَعْدَاءِ الإِسْلامِ ، فَيَكُونَ شَوْكَةً عَلَيْهِ .
ولا تَدَّخِرُوا أَنْفُسَكُمْ نَصِيحَةً ، ولا الْجُنْدَ حُسْنَ سِيرَةٍ ، ولا الرَّعِيَّةَ مَعُونَةً ، ولا دِينَ اللّه قُوَّةً ، وأَبْلُوا فِي سَبِيلِ اللّه مَا اسْتَوْجَبَ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ اللّه َ سُبْحَانَهُ قَدِ اصْطَنَعَ عِنْدَنَا وعنْدَكُمْ أَنْ نَشْكُرَهُ بِجُهْدِنَا ، وأَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا ، ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ
الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۵۱ وراجع : وقعة صفِّين : ص۱۰۸ ، بحار الأنوار : ج۷۵ ص۳۵۵ ، المعيار والموازنة : ج۴ ص۲۳۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69825
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي