235
مكاتيب الأئمّة ج3

في النصح والإرشادمكاتيب الإمام محمّد بن عليّ الباقر

۰.لَهُم عِلمٌ بالطَّريقِ ، فَإنْ كانَ دونَهُم بَلاءٌ فلا تَنظُرْ إلَيهِم ، فإن كانَ دُونَهُم عَسْفٌ من أهلِ العَسْفِ وخَسْفٌ ، وَدونَهُم بلايا تَنْقضِي ، ثُمَّ تصِير إلى رَخاءٍ ، ثُمَّ اعلَم أنَّ إخْوان الثِّقَةِ ذَخائِرُ ، بَعضُهُم لِبَعْضٍ ، وَلَولا أنْ تَذهَبَ بِكَ الظُّنونُ عَنِّي لَجَلَيْتُ لَكَ عَن أشْياءَ مِنَ الحَقِّ غَطَّيْتُها ، ولَنَشَرْتُ لَكَ أشياءَ مِنَ الحَقِّ كتَمْتُها ، وَلكِنِّي أتَّقيكَ وأسْتَبْقِيكَ ، وَلَيسَ الحَلِيمُ الَّذي لا يَتَّقي أحداً في مَكانِ التَّقوى ، والحِلمُ لِباسُ العالِمِ ، فلا تَعْرَيَنَّ مِنهُ والسَّلامُ» . ۱

1.الكافي :ج ۸ ص ۵۲ ح ۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۵۸ ح ۲.


مكاتيب الأئمّة ج3
234

حال العلماء مع الجهّال

۰.فالعُلماءُ مِنَ الجُهَّالِ في جَهْدٍ وجِهادٍ .
إنْ وَعَظَتْ قالوا : طَغَتْ ، وإنْ عَلَّمُوا الحَقَّ الَّذي تَرَكوا . قالوا : خَالَفَت ، وإن اعْتَزَلوهُم قالوا : فارَقتْ ، وإنْ قالوا : هاتوا بُرهانَكُم على ما تُحدِّثونَ ، قالوا : نافَقَتْ ، وإنْ أطاعُوهم ، قالوا : عَصيت اللّه َ عز و جل ، فهَلك جُهَّالٌ فِيما لا يَعلَمونَ ، أُمِّـيُّون فيما يَتْلونَ ، يُصَدِّقُونَ بالكتابِ عِندَ التَّعْريفِ ، ويُكَذِّبونَ بهِ عِندَ التَّحْريفِ فلا يُنْكِرونَ ،
أُولئِكَ أشْباهُ الأحْبار والرُّهْبان ، قادَةٌ في الهوَى ، سادَةٌ في الرَّدَى ، وآخَرون مِنهُم جُلوسٌ بَينَ الضَّلالَةِ والهُدَى ، لا يعْرِفون إحْدَى الطَّائِفتيْن مِنَ الاُخْرَى ، يَقولونَ : ما كانَ النَّاسُ يَعرِفونَ هذا ، ولا يَدْرُونَ ما هُوَ ، وصَدَقوا ، تَرْكَهُم رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلى البَيْضاءِ ، لَيْلُها مِن نَهارِها ، لم يَظْهَرْ فِيهِم بِدْعَةٌ ، ولم يُبَدَّلْ فِيهِم سُنَّةٌ ، لا خِلافَ عِندَهُم ولا اخْتِلافَ ، فَلَمَّا غَشِي النَّاسَ ظُلْمَةُ خَطاياهُم صاروا إمامَيْنِ ، دَاعٍ إلى اللّه ِ تَبارَكَ وَتَعالى ، ودَاعٍ إلى النَّارِ ، فعِندَ ذلِكَ نَطَقَ الشَّيطانُ فعَلا صَوْتُه عَلى لِسانِ أوْلِيائِهِ ، وكثُر خَيْلُهُ ورَجْلُهُ ، وَشارَكَ في المالِ والوَلَدِ مَنْ أشْرَكَهُ ، فَعُمِل بالبِدْعَةِ ، وتُرِكَ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، ونَطَقَ أوْلياءُ اللّه ِ بالحُجَّةِ ، وَأَخذُوا بالكِتابِ والحِكمَةِ ، فَتَفرَّقَ من ذلِكَ اليَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ ، وَتَخاذَلَ وَتَهادَنَ أهلُ الهُدَى ، وَتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ ، حتَّى كانَت الجَماعَةُ مَعَ فلانٍ وَأشْباهِهِ ، فاعرِف هذا الصِّنْفَ . وصِنْفٌ آخَرُ ، فأبْصِرهم رأْيَ العَين نُجَباءَ ، والزَمْهُم حَتَّى ترِد أهلَكَ ؛ فَإنَّ الخاسرين الَّذين خَسِروا أنفُسَهُم وَأهْلِيهِم يَومَ القيامَةِ ، ألا ذلِكَ هُوَ الخُسْرانُ المُبِينُ .
[إلى هاهنا رواية الحسين ، وفي رواية محمّد بن يحيَى زيادةٌ] :

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59167
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي