3 / 38
المِقدادُ بنُ عَمرٍو
المِقدادُ بنُ عَمرِو بنِ ثَعلَبَةَ البَهرَاوِيُّ الكِندِيُّ ، المَعروفُ بِالمِقدادِ بنِ الأَسوَد .
طَويلُ القامَةِ ، أسمَرُ الوَجهِ . كانَ مِن شُجعانِ الصَّحابَة وأبطالِهِم ونُجَبائِهِم . شَهِدَ المَشاهِدَ كُلَّها مَعَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله . وَصَفوهُ بِأَنَّهُ مَجمَعُ الفَضائِلِ وَالمَناقِبِ ، وكانَ أحَدَ الأَركانِ الأَربَعَةِ . وعَدَّهُ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله أحَدَ
الأَربَعَةِ الَّذينَ تَشتاقُ إلَيهِمُ الجَنَّةُ .
ثَبَتَ عَلَى الصِّراطِ المُستَقيمِ بَعدَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، وحَفِظَ حَقَّ الوِلايَةِ العَلَوِيَّةِ ، وأعلَنَ مُخالَفَتَهُ لِلَّذينَ بَدَّلوا ، في مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله .
وعُدَّ المِقداد في بَعضِ الرِّواياتِ أطوَعَ أصحابِ الإِمامِ عليه السلام . وكانَ مِنَ الصَّفوَةِ الَّذينَ صَلَّوا عَلَى الجُثمانِ الطّاهِرِ لِسَيِّدَةِ النِّساءِ فاطِمَة ـ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيها ـ.
عارَضَ المِقداد حُكومَةَ عُثمان ، وأعلَنَ عَن مُعارَضَتِهِ لَها مِن خِلالِ خُطبَةٍ ألقاها في مَسجِدِ المَدينَة . وقالَ : إنّي لَأَعجَبُ مِن قُرَيش أنَّهُم تَرَكوا رَجُلاً ما أقولُ إنَّ أحَدا أعلَمَ ولا أقضى مِنهُ بِالعَدلِ . . أما وَاللّه ِ لَو أجِدُ عَلَيهِ أعوانا ... .
تُوُفِّيَ المِقداد سَنَةَ 33 وهُوَ فِي السَّبعينَ مِن عُمُرِهِ .
وكانَ لَهُ نَصيبٌ مِن مالِ الدُّنيا مُنذُ البِدايَةِ فَأَوصى لِلحَسَن وَالحُسَين عليهماالسلامبِسِتَّةٍ وثَلاثينَ ألفَ دِرهَمٍ مِنهُ .
وهذِهِ الوَصِيَّةُ دَليلٌ عَلى حُبِّهِ لِأَهلِ البَيت عليهم السلام وتَكريمِهِ واحتِرامِهِ لَهُم عليه السلام .