307
جواهر الحكمة للشّباب

3 / 38

المِقدادُ بنُ عَمرٍو

المِقدادُ بنُ عَمرِو بنِ ثَعلَبَةَ البَهرَاوِيُّ الكِندِيُّ ، المَعروفُ بِالمِقدادِ بنِ الأَسوَد .
طَويلُ القامَةِ ، أسمَرُ الوَجهِ . كانَ مِن شُجعانِ الصَّحابَة وأبطالِهِم ونُجَبائِهِم . شَهِدَ المَشاهِدَ كُلَّها مَعَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله . وَصَفوهُ بِأَنَّهُ مَجمَعُ الفَضائِلِ وَالمَناقِبِ ، وكانَ أحَدَ الأَركانِ الأَربَعَةِ . وعَدَّهُ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله أحَدَ
الأَربَعَةِ الَّذينَ تَشتاقُ إلَيهِمُ الجَنَّةُ .
ثَبَتَ عَلَى الصِّراطِ المُستَقيمِ بَعدَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، وحَفِظَ حَقَّ الوِلايَةِ العَلَوِيَّةِ ، وأعلَنَ مُخالَفَتَهُ لِلَّذينَ بَدَّلوا ، في مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله .
وعُدَّ المِقداد في بَعضِ الرِّواياتِ أطوَعَ أصحابِ الإِمامِ عليه السلام . وكانَ مِنَ الصَّفوَةِ الَّذينَ صَلَّوا عَلَى الجُثمانِ الطّاهِرِ لِسَيِّدَةِ النِّساءِ فاطِمَة ـ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيها ـ.
عارَضَ المِقداد حُكومَةَ عُثمان ، وأعلَنَ عَن مُعارَضَتِهِ لَها مِن خِلالِ خُطبَةٍ ألقاها في مَسجِدِ المَدينَة . وقالَ : إنّي لَأَعجَبُ مِن قُرَيش أنَّهُم تَرَكوا رَجُلاً ما أقولُ إنَّ أحَدا أعلَمَ ولا أقضى مِنهُ بِالعَدلِ . . أما وَاللّه ِ لَو أجِدُ عَلَيهِ أعوانا ... .
تُوُفِّيَ المِقداد سَنَةَ 33 وهُوَ فِي السَّبعينَ مِن عُمُرِهِ .
وكانَ لَهُ نَصيبٌ مِن مالِ الدُّنيا مُنذُ البِدايَةِ فَأَوصى لِلحَسَن وَالحُسَين عليهماالسلامبِسِتَّةٍ وثَلاثينَ ألفَ دِرهَمٍ مِنهُ .
وهذِهِ الوَصِيَّةُ دَليلٌ عَلى حُبِّهِ لِأَهلِ البَيت عليهم السلام وتَكريمِهِ واحتِرامِهِ لَهُم عليه السلام .


جواهر الحكمة للشّباب
306

3 / 37

مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الرِّياحِي

مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الرِّياحِيُّ ، شُجاعٌ مِن مُقاتِلِي الكوفَة ، وخَطيبٌ بَليغٌ مِن خُطَبائِها . وكانَ مِن اُمرَاءِ الجَيشِ في زَمَنِ الإِمامِ أميرِ المُؤمِنين وَالإِمامِ الحَسَن المُجتَبى عليهماالسلام . وكانَ رَسولُ عَمّار إلَى المَدينَه في فَتحِ «تُستَر» ۱ وقَدِمَ إلَيها مَعَ الهُرمُزان .
تَوَلّى قِيادَةَ رَجّالَةِ الكوفَة في مَعرَكَةِ الجَمَل ، وغَدا أميرا عَلى بَعضِ
قَبائِلِها في مَعرَكَةِ صِفّين . ووَلِيَ قيادَةَ الجَيشِ حينا في مَعارِكِ ذِي الحِجَّه يَومَ صِفّين .
كانَ قائِدَ المَيسَرَةِ يَومَ النَّهرَوان ، ثُمَّ أمَرَهُ الإِمامُ عليه السلام بِقَمعِ تَمَرُّدِ «بَني ناجِيَة» فَهَزَمَ خِرّيتَ بنَ راشِد .
عِندَما أغارَ يَزيدُ بنُ شَجَرَة عَلى مَكَّة وَالمَدينَة ، هَبَّ مَعقِل إلى مُواجَهَتِهِ ، فَأَسَرَ عَدَدا مِن أصحابِهِ ولاذَ الباقونَ بِالفِرارِ .
لَمّا عَزَمَ الإِمامُ عليه السلام عَلى مُعاوَدَةِ قِتالِ مُعاوِيَة بَعدَ إخمادِ فِتنَةِ النَّهرَوان ، وَاستَبانَ الاِستِعدادُ النِّسبِيُّ الَّذي أبداهُ أهلُ الكوفَة لِلقِتالِ ، ذَهَبَ مَعقِل إلى أطرافِ الكوفَة لِجَمعِ المُقاتِلينَ ، لكِنَّهُ تَلَقّى ـ وهُوَ في مُهِمَّتِهِ ـ الخَبَرَ المُفجِعَ لاِستِشهادِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام .
في سَنَةِ 43 ه خَرَجَ المُستَورِد (أحَدُ أقطابِ الخَوارِج) في أيّامِ حُكومَةِ مُعاوِيَة الغاصِبَةِ وهُوَ يُريدُ الشّيعَة ، فَنَهَضَ مَعقِل إلى قِتالِهِ . وَاستُشهِدَ بَعدَ أن دَحَرَ جَيشَهُ وقَتَلَهُ في مُبارَزَةٍ بَينَهُما .
وَصَفَهُ سَعيدُ بنُ قَيس بِأَنَّهُ ناصِحٌ ، أريبٌ صَليبٌ شُجاعٌ .

1.. سنن أبى داوود : ج ۱ ص ۱۳۵ ح ۴۹۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۵۴۰ ح ۱۶۴۷۸ .

2.تُسْتَر : هو تعريب «شوشتَر» ؛ وهي من مدن إيران في محافظة خوزستان ، وهي قريبة من مدينة دزفول (معجم البلدان : ج ۲ ص ۲۹) .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185736
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي