145
نهج الدعاء

6 / 5

اِستِكثارُ المَطلوبِ

۳۹۲.الإمام الباقر عليه السلام :لا تَستَكثِروا شَيئا مِمّا تَطلُبونَ ؛ فَما عِندَ اللّهِ أكثَرُ مِمّا تُقَدِّرونَ . ۱

۳۹۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : يا عِبادي كُلُّكُم ضالٌّ إلاّ مَن هَدَيتُهُ ؛ فَسَلونِي الهُدى أهدِكُم ، وكُلُّكُم فَقيرٌ إلاّ مَن أغنَيتُ ؛ فَسَلوني أرزُقكُم ، وكُلُّكُم مُذنِبٌ إلاّ مَن عافَيتُ ؛ فَمَن عَلِمَ مِنكُم أنّي ذو قُدرَةٍ عَلَى المَغفِرَةِ فَاستَغفَرَني غَفَرتُ لَهُ ولا اُبالي .
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أتقى قَلبِ عَبدٍ مِن عِبادي ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ !
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أشقَى قَلبِ عَبدٍ مِن عِبادي ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ !
ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلَ كُلُّ إنسانٍ مِنكُم ما بَلَغَت اُمنِيَّتُهُ ، فَأَعطَيتُ كُلَّ سائِلٍ مِنكُم ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي إلاّ كَما لَو أنَّ أحَدَكُم مَرَّ بِالبَحرِ فَغَمَسَ فيهِ إبرَةً ثُمَّ رَفَعَها إلَيهِ ؛ ذلِكَ بِأَنّي جَوادٌ ماجِدٌ ، أفعَلُ ما اُريدُ ، عَطائي كَلامٌ ، وعَذابي كَلامٌ ، إنَّما أمري لِشَيءٍ إذا أرَدتُهُ أن أقولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ . ۲

۳۹۴.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ يَقولُ : ... ولَو أنَّ قُلوبَ عِبادِي اجتَمَعَت عَلى قَلبِ أسعَدِ عَبدٍ لي ، ما زادَ ذلِكَ [ في سُلطاني جَناحَ بَعوضَةٍ ، ولَو أنّي أعطَيتُ كُلَّ عَبدٍ ما سَأَلَني ما كانَ ذلِكَ ] ۳ إلاّ

1.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۹۷ ح ۲۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۴۶ ح ۹ .

2.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۵۶ ح ۲۴۹۵ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۲۲ ح ۴۲۵۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۸۵ ح ۲۱۴۲۵ كلّها عن أبي ذرّ ، المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۱۶۵ ح ۷۱۶۹ عن أبي موسى الأشعري وكلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۹۲۵ ح ۴۳۵۹۱؛ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۲ ح ۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۹۳ ح ۲۰ .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار ، والظاهر أنّه سقط من طبعة الأمالي المعتمدة لدينا .


نهج الدعاء
144

كلام حول استعمال فنّ الأدب في الدّعاء

إنَّ الدّراسة للأدعية المأثورة عن النبيّ وأهل البيت عليهم السلام ۱ تدلّ على أنّها لم تزخر بأسمى المفاهيم المعرفيّة في محتواها فحسب ، بل إنّ كثيرا منها يعدّ من الروائع الأدبيّة لعصر صدر الإسلام في جمالها و جاذبيّة ألفاظها أيضا .
وإنّ استخدام الفنون الأدبيّة في صياغة ألفاظ الدعاء في الأساس يزيد من جاذبيّتها ، ويعزّز ارتباط الداعي باللّه تعالى أكثر فأكثر .
من هنا فإنّ القصد من النهي عن السجع في الدعاء الذي جاء في الأحاديث الملحوظة تكلّف الإنسان في سبك الألفاظ الجميلة واستعمال المحسِّنات اللفظيّة والمعنويّة، ولا سيّما عند قراءة الدعاء، فلا تُبقي للداعي خشوعا، كما انّها تغاير روح الدعاء . وفي هذا الشأن يقول المحدّث الكبير والفقيه الربّانيّ الفيض الكاشانيّ :
«اعلم أنّ المراد من السجع هو المتكلَّف من الكلام؛ فإنّ ذلك لا يلائم الضراعة والذلّة ، وإلاّ ففي الأدعية المأثورة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلمات متوازنة ، لكنّها غير متكلّفة ، كقوله صلى الله عليه و آله : «أسأَ لُكَ الأَمنَ يَومَ الوَعيدِ ، وَالجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ مَعَ المُقَرَّبينَ الشُّهودِ ، وَالرُّكَّعِ السُّجودِ ، وَالموفينَ بِالعُهودِ ، إنَّكَ رَحيمٌ وَدودٌ ، وأنتَ تَفعَلُ ما تُريدُ» ، وأمثال ذلك ،
فليقتصر على المأثور من الدعوات ، أو ليلتمس بلسان التضرّع من غير سجع ولا تكلّف ، فالتضرّع هو المحبوب عند اللّه » . ۲

1.سنتعرّض لهذا الموضوع قريبا في نهج الدعاء إن شاء اللّه تعالى .

2.المحجّة البيضاء : ج ۲ ص ۲۹۳ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231295
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي