419
نهج الدعاء

البابُ الرّابِعُ : من دعا له النّبيّ

المدخل

إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام هم مَظهر صفات اللّه وأسمائه الحسنى ومنها رحمته وحكمته ، ولذلك فقد كانت الحكمة تقتضي أن ينفعوا الآخرين بأدعيتهم الزاكية والمستجابة ، ويشملونهم بالعناية والرحمة الإلهية .
ومن أجل التعرّف على السيرة العملية لأهل بيت الرسالة فيما يتعلّق بالدعاء للآخرين ، فسوف نذكر في هذا الباب وحتّى الباب الخامس عشر عددا من أدعية النبيّ صلى الله عليه و آله لأهل بيته وللآخرين ، وأدعية أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال أيضا . وهناك عدّة ملاحظات تسترعي الاهتمام خلال دراسة هذه الأدعية :
1 . يمكن تقسيم أدعية النبيّ وأهل بيته عليهم السلام إلى عدّة مجموعات :
المجموعة الاُولى : الأدعية الّتي تتضمّن رسالة للمجتمع الإسلامي .
المجموعة الثانية : الأدعية الّتي يُراد منها تأمين حاجات الأشخاص الّذين طلبوا الدعاء من أهل بيت الرسالة .
المجموعة الثالثة : أدعية أهل بيت الرسالة للأشخاص الّذين قدّموا إليهم خدمة .
2 . تتضمّن أدعية رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأهل بيته عليهم السلام خطابات عقائدية وسياسية للاُمّة


نهج الدعاء
418

أمّا المعاندون فالدعاء لهم غير ممدوح ، وليس هذا فحسب بل مذموم ومحظور أيضا ، بل الدعاء عليهم لازم وضروريّ . ذلك أنّ الدعاء لمعاندي الحقّ والعدل فإذا كان من أجل دنيا اُولئك وسلامتهم وطول عمرهم فهو في الحقيقة دعاء لتوسيع نطاق الكفر ، والشرك ، والظلم ، والفساد في الأرض ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قوله :
مَن دَعا لِظالِمٍ بِالبَقاءِ ، فَقَد أحَبَّ أن يُعصَى اللّهُ في أرضِهِ .۱
أمّا إذا كان لأجل هداية اُولئك واصلاحهم فلا فائدة في ذلك ، لأنّ هؤلاء لا يرجى منهم قابلية للهداية والاصلاح ، ومن الممكن أن يلحق ذلك تبعات ونتائج سياسية واجتماعية ضارّة وغير محمودة .
وروي عنه صلى الله عليه و آله حديث آخر قال فيه :
يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَدعو فيهِ المُؤمِنُ لِلعامَّةِ ، فَيَقولُ اللّهُ تَعالى : اُدعُ لِخاصَّةِ نَفسِكَ أستَجِب لَكَ فَأَمَّا العامَّةُ فَإِنّي عَلَيهِم ساخِطٌ .۲
ورغم أنّ هذا الحديث ضعيف من حيث السند ولكنّه إن كان في وصف مجتمع تكون الغالبية من أفراده ظالمة ومعرضة عن الحقّ ، فلا بأس بمضمونه ، «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ» . ۳
على هذا الأساس ، كان أولياء اللّه لا يدعون لحماة الباطل وأعداء الحقّ والعدالة ، بل يدعون عليهم . ويتناول الباب الثاني حتّى الباب الثاني عشر من الفصل الخامس في هذه المجموعة هذا الموضوع .

1.راجع : ص ۴۱۴ (من لا ينبغي الدعاء له / الظالم) .

2.حلية الأولياء : ج ۶ ص ۱۷۵ عن أنس ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۱۹۱ ح ۳۱۱۷۶ .

3.الرعد : ۱۱ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231330
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي