441
نهج الدعاء

10 . اُمُّ مَعبَدٍ ۱

۱۲۱۶.الثقات عن ابن حبّانـ في ذِكرِ هِجرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ: ثُمَّ ساروا إلى خَيمَتَي اُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعِيَّةِ ، وكانَتِ امرَأَةً بَرزَةً ۲ جَلدَةً تَحتَبي وتَجلِسُ بِفِناءِ الخَيمَةِ ، ثُمَّ تُسقي وتُطعِمُ ، فَيُناوِلونَها تَمرا ويَشتَرونَ ۳ ، فَلَم يُصيبوا عِندَها شَيئا مِن ذلِكَ ، فَإِذَا القَومُ مُرمِلونَ ۴ مُسنِتونَ . ۵
فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى شاةٍ في كِسرِ خَيمَتِها ، فَقالَ : ما هذِهِ الشّاةُ يا اُمَّ مَعبَدٍ ؟
قالَت : خَلَّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ ، فَقالَ : هَل بِها مِن لَبَنٍ ؟ قالَت : هِيَ أجهَدُ مِن ذلِكَ .
قالَ : أتَأذَنينَ لي أن أحلِبَها ؟ قالَت : نَعَم بِأَبي واُمّي ، إن رَأَيتَ بِها حَلبا فَاحلِبها .
فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالشّاةِ فَمَسَحَ ضَرعَها وذَكَرَ اسمَ اللّهِ عَلَيهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَها في شاتِها . فَتَفاجَّت ۶ ودَرَّت وَاجتَرَّت ۷ ، فَدَعا بِإِناءٍ لَها يُربِضُ ۸ الرَّهطَ ، فَحَلَبَ فيهِ ثَجّا ۹ حَتّى عَلاهُ البَهاءُ ۱۰ ، فَسَقاها فَشَرِبَت حَتّى رَوِيَت ، وسَقى أصحابَهُ فَشَرِبوا

1.اسمها عاتِكَة بنت خالد بن مُنقِذ بن ربيعة ، كُنّيت بابنها معبد ، وهي التي نزل عندها رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمّا هاجر إلى المدينة ، وهذا المنزل يُعرف اليوم بخيمة اُمّ معبد (راجع : أُسد الغابة : ج ۷ ص ۱۸۰ الرقم ۷۰۸۶ و ص ۳۸۶ الرقم ۷۶۰۵ ، الإصابة : ج ۸ ص ۴۷۵ الرقم ۱۲۲۶۳ ؛ الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۵ و ۱۴۵ و ۱۴۷ ، كشف الغمة: ج ۱ ص ۲۳ ـ ۲۵؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۸۷ و ۱۲۱) .

2.يقال : امرأة برزة : إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشوابّ ، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدّثهم ، من البروز؛ وهو الظهور والخروج (النهاية : ج ۱ ص ۱۱۷ «برز») .

3.في المستدرك على الصحيحين وبعض المصادر الاُخرى : «فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها» .

4.مُرمِلون : أي نفد زادهم ، وأصله من الرَّمل ، كأنّهم لصقوا بالرمل (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۵ «رمل») .

5.مُسنِتون : أي مجدبون أصابَتهم السَّنة؛ وهي القحط والجدب (النهاية : ج ۲ ص ۴۰۷ «سنت») .

6.التَّفاجّ : المبالغة في تفريج ما بين الرجلين (النهاية : ج ۳ ص ۴۱۲ «فجج») .

7.الجِرّة : ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثمّ يبلعه (النهاية : ج ۱ ص ۲۵۹ «جرر») .

8.أي يُرويهم ويُثقلهم حتّى يناموا ويمتدّوا على الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۱۸۴ «ربض») .

9.ثجّا : أي لبنا سائلاً كثيرا (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۷ «ثجج») .

10.أراد بَهاء اللبن؛ وهو وبِيص [ أي بريق ولمعان ] رغوته (النهاية : ج ۱ ص ۱۶۹ «بها») .


نهج الدعاء
440

النّاسُ عَنهُ دَنَوتُ مِنهُ أنَا واُمّي نَذُبُّ عَنهُ .
فَقالَ : ابنُ اُمِّ عُمارَةَ ؟ قُلتُ : نَعَم . قالَ : اِرمِ ، فَرَمَيتُ بَينَ يَدَيهِ رَجُلاً مِنَ المُشرِكينَ بِحَجَرٍ وهُوَ عَلى فَرَسٍ ، فَأَصَبتُ عَينَ الفَرَسِ فَاضطَرَبَ الفَرَسُ حَتّى وَقَعَ هُوَ وصاحِبُهُ ، وجَعَلتُ أعلوهُ بِالحِجارَةِ حَتّى نَضَدتُ عَلَيهِ مِنها وِقرا ۱ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَنظُرُ يَتَبَسَّمُ ، ونَظَرَ جُرحَ اُمّي عَلى عاتِقِها ، فَقالَ :
اُمَّكَ اُمَّكَ ! اِعصِب جُرحَها ، بارَكَ اللّهُ عَلَيكُم مِن أهلِ بَيتٍ ، مَقامُ اُمِّكَ خَيرٌ مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ ، رَحِمَكُمُ اللّهُ أهلَ البَيتِ ، ومَقامُ رَبيبِكَ ـ يَعني زَوجَ اُمِّهِ ـ خَيرٌ مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ ، رَحِمَكُمُ اللّهُ أهلَ البَيتِ . قالَت : اُدعُ اللّهَ أن نُرافِقَكَ فِي الجَنَّةِ .
فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلهُم رُفَقائي فِي الجَنَّةِ . فَقالَت : ما اُبالي ما أصابَني مِنَ الدُّنيا . ۲

9 . اُمُّ قَيسٍ اُختُ عُكاشَةَ بنِ مِحصَنٍ ۳

۱۲۱۵.سنن النسائي عن أبي الحسن مولى اُم قيس بنت محصن عن اُمّ قيس :تُوُفِّيَ ابني فَجَزِعتُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لِلَّذي يَغسِلُهُ : لا تَغسِلِ ابني بِالماءِ البارِدِ فَتَقتُلَهُ! فَانطَلَقَ عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَخبَرَهُ بِقَولِها ، فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قالَ : «ما قالَت ! طالَ عُمُرُها» . فَلا نَعلَمُ امرَأَةً عُمِّرَت ما عُمِّرَت . ۴

1.الوِقْر : الحمل الثقيل (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۵۵ «وقر») .

2.الطبقات الكبرى : ج ۸ ص ۴۱۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۲۸۰ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۴ ص ۲۶۸؛ بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۱۳۴ .

3.بنتُ مِحصَنٍ ، اُخت عُكاشة بن مِحصَن ، أسلمت بمكّة قديما وبايعت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهاجرت إلى المدينة (راجع أُسد الغابة : ج ۷ ص ۳۶۸ الرقم ۷۵۷۱) .

4.سنن النسائي : ج ۴ ص ۲۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۲۸۴ ح ۲۷۰۶۷ ، الأدب المفرد : ص ۱۹۶ ح ۶۵۲ نحوه ، المعجم الكبير : ج ۲۵ ص ۱۸۲ ح ۴۴۶ ، تهذيب الكمال : ج ۳۵ ص ۳۸۰ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231309
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي