النّاسُ عَنهُ دَنَوتُ مِنهُ أنَا واُمّي نَذُبُّ عَنهُ .
فَقالَ : ابنُ اُمِّ عُمارَةَ ؟ قُلتُ : نَعَم . قالَ : اِرمِ ، فَرَمَيتُ بَينَ يَدَيهِ رَجُلاً مِنَ المُشرِكينَ بِحَجَرٍ وهُوَ عَلى فَرَسٍ ، فَأَصَبتُ عَينَ الفَرَسِ فَاضطَرَبَ الفَرَسُ حَتّى وَقَعَ هُوَ وصاحِبُهُ ، وجَعَلتُ أعلوهُ بِالحِجارَةِ حَتّى نَضَدتُ عَلَيهِ مِنها وِقرا ۱ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَنظُرُ يَتَبَسَّمُ ، ونَظَرَ جُرحَ اُمّي عَلى عاتِقِها ، فَقالَ :
اُمَّكَ اُمَّكَ ! اِعصِب جُرحَها ، بارَكَ اللّهُ عَلَيكُم مِن أهلِ بَيتٍ ، مَقامُ اُمِّكَ خَيرٌ مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ ، رَحِمَكُمُ اللّهُ أهلَ البَيتِ ، ومَقامُ رَبيبِكَ ـ يَعني زَوجَ اُمِّهِ ـ خَيرٌ مِن مَقامِ فُلانٍ وفُلانٍ ، رَحِمَكُمُ اللّهُ أهلَ البَيتِ . قالَت : اُدعُ اللّهَ أن نُرافِقَكَ فِي الجَنَّةِ .
فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلهُم رُفَقائي فِي الجَنَّةِ . فَقالَت : ما اُبالي ما أصابَني مِنَ الدُّنيا . ۲
9 . اُمُّ قَيسٍ اُختُ عُكاشَةَ بنِ مِحصَنٍ ۳
۱۲۱۵.سنن النسائي عن أبي الحسن مولى اُم قيس بنت محصن عن اُمّ قيس :تُوُفِّيَ ابني فَجَزِعتُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لِلَّذي يَغسِلُهُ : لا تَغسِلِ ابني بِالماءِ البارِدِ فَتَقتُلَهُ! فَانطَلَقَ عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَخبَرَهُ بِقَولِها ، فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قالَ : «ما قالَت ! طالَ عُمُرُها» . فَلا نَعلَمُ امرَأَةً عُمِّرَت ما عُمِّرَت . ۴
1.الوِقْر : الحمل الثقيل (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۵۵ «وقر») .
2.الطبقات الكبرى : ج ۸ ص ۴۱۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۲۸۰ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۴ ص ۲۶۸؛ بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۱۳۴ .
3.بنتُ مِحصَنٍ ، اُخت عُكاشة بن مِحصَن ، أسلمت بمكّة قديما وبايعت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهاجرت إلى المدينة (راجع أُسد الغابة : ج ۷ ص ۳۶۸ الرقم ۷۵۷۱) .
4.سنن النسائي : ج ۴ ص ۲۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۲۸۴ ح ۲۷۰۶۷ ، الأدب المفرد : ص ۱۹۶ ح ۶۵۲ نحوه ، المعجم الكبير : ج ۲۵ ص ۱۸۲ ح ۴۴۶ ، تهذيب الكمال : ج ۳۵ ص ۳۸۰ .