631
نهج الدعاء

الحُسَينُ عليه السلام رَفَعَ شَيبَتَهُ نَحوَ السَّماءِ وقالَ :
اللّهُمَّ اشهَد عَلى هؤُلاءِ القَومِ ، فَقَد بَرَزَ إلَيهِم غُلامٌ أشبَهُ النّاسِ خَلقا وخُلُقا ومَنطِقا بِرَسولِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، كُنّا إذَا اشتَقنا إلى وَجهِ رَسولِكَ نَظَرنا إلى وَجهِهِ . اللّهُمَّ فَامنَعهُم بَرَكاتِ الأَرضِ ، وإن مَتَّعتَهُم فَفَرِّقهُم تَفريقا ، ومَزِّقهُم تَمزيقا ، وَاجعَلهُم طَرائِقَ قِدَدا ۱ ، ولا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أبَدا ؛ فَإِنَّهُم دَعَونا لِيَنصُرونا ثُمَّ عَدَوا عَلَينا يُقاتِلُونّا ويَقتُلُونّا .
ثُمَّ صاحَ الحُسَينُ عليه السلام بِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : ما لَكَ ! قَطَعَ اللّهُ رَحِمَكَ ، ولا بارَكَ لَكَ في أمرِكَ ، وسَلَّطَ عَلَيكَ مَن يَذبَحُكَ عَلى فِراشِكَ ، كَما قَطَعتَ رَحِمي ، ولَم تَحفَظ قَرابَتي مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۲

9 / 7

مالِكُ بنُ حَوزَةَ ۳ / ابنُ حُوَيزَةَ /

۱۵۵۳.المصنّف :عَن وائِلِ بنِ عَلقَمَةَ أنَّهُ شَهِدَ الحُسَينَ عليه السلام بِكَربَلاءَ ، قالَ : فَجاءَ رَجُلٌ فَقالَ : أفيكُم حُسَينٌ ؟ فَقالَ : مَن أنتَ ؟ فَقالَ : أبشِر بِالنّارِ! قالَ : بَل رَبٍّ غَفورٍ رَحيمٍ مُطاعٍ .
قالَ : ومَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ حُوَيزَةَ . قالَ : اللّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ .
قالَ : فَذَهَبَ فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ عَلى ساقَيهِ ، فَتَقَطَّعَ فَما بَقِيَ مِنهُ غَيرُ رِجلِهِ فِي الرِّكابِ . ۴

1.أي فِرقا مختلفة الأهواء ، واحدها قِدَّة ، وأصله في الأديم ، يقال لكلّ ما قُطع : قِدَّة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۴۳ «قدد») .

2.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۰ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۴ ؛ الملهوف : ص ۱۶۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۲ .

3.كان من بني تميم. ولم يعرف بأكثر من هذا.

4.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۶۳۳ ح ۲۶۱ .


نهج الدعاء
630

عَسكَري وعَسكَرِكَ ، فَخَرَجَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في عِشرينَ فارِسا ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام في مِثلِ ذلِكَ ، فَلَمَّا التَقَيا أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ أخوهُ العَبّاسُ وَابنُهُ عَلِيٌّ الأَكبَرُ ، وأمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أصحابَهُ فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ حَفصٌ ابنُهُ وغُلامٌ لَهُ يُقالُ لَهُ لاحِقٌ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ يَابنَ سَعدٍ ، أما تَتَّقِي اللّهَ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ أن تُقاتِلَني وأنَا ابنُ مَن عَلِمتَ ـ يا هذا ـ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟! فَاترُك هؤُلاءِ وكُن مَعي ، فَإِنّي اُقَرِّبُكَ إلَى اللّهِ عز و جل .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أبا عَبدِ اللّهِ ، أخافُ أن تُهدَم داري .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا أبنيها لَكَ .
فَقالَ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي .
فَقالَ الحُسَينُ : أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ .
قالَ : فَلَم يُجِب عُمَرُ إلى شَيءٍ مِن ذلِكَ ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام وهُوَ يَقولُ :
ما لَكَ! ذَبَحَكَ اللّهُ عَلى فِراشِكَ سَريعا عاجِلاً ، ولا غَفَرَ اللّهُ لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ ، فَوَاللّهِ إنّي لَأَرجو أن لا تَأكُلَ مِن بُرِّ العِراقِ إلاّ يَسيرا . ۱

۱۵۵۲.مقتل الحسين :تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام ... وهُوَ يَومَئِذٍ ابنُ ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً ، فَلَمّا رَآهُ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۳ نحوه؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۸ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231313
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي