141
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

صائِمٌ ، ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيكَ وأنتَ مُفطِرٌ ؟!
فَقالَ : إنَّ الحَسَنَ عليه السلام كانَ إماما فَأَفطَرَ لِئَلاّ يُتَّخَذَ صَومُهُ سُنَّةً ولِيَتَأَسّى ۱ بِهِ النّاسُ ، فَلَمّا أن قُبِضَ كُنتُ أنَا الإِمامَ ؛ فَأَرَدتُ ألاّ يُتَّخَذَ صَومي سُنَّةً فَيَتَأَسَّى النّاسُ بي . ۲

۲۲۳.مستدرك الوسائل عن مسروق :دَخَلتُ يَومَ عَرَفَةَ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وأقداحُ السَّويقِ بَينَ يَدَيهِ وبَينَ يَدَي أصحابِهِ ، وَالمَصاحِفُ في حُجورِهِم وهُم يَنتَظِرونَ الإِفطارَ ، فَسَأَلتُهُ عَن مَسأَلَةٍ فَأَجابَني ، فَخَرَجتُ فَدَخَلتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَالنّاسُ يَدخُلونَ إلى مَوائِدَ مَوضوعَةٍ عَلَيها طَعامٌ عَتيدٌ ۳ ، فَيَأكُلونَ ويَحمِلونَ ، فَرَآني وقَد تَغَيَّرتُ .
فَقالَ : يا مَسروقُ لِمَ لا تَأكُلُ ؟
فَقُلتُ : يا سَيِّدي أنَا صائِمٌ ، وأنَا أذكُرُ شَيئا .
فَقالَ : اُذكُر ما بَدا لَكَ .
فَقُلتُ : أعوذُ بِاللّهِ أن تَكونوا مُختَلِفينَ ، دَخَلتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام فَرَأَيتُهُ يَنتَظِرُ الإِفطارَ ، ودَخَلتُ عَلَيكَ وأنتَ عَلى هذِهِ الصِّفَةِ وَالحالِ !
فَضَمَّني إلى صَدرِهِ وقالَ : يَابنَ الأَشرَسِ ، أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ تَعالى نَدَبَنا لِسِياسَةِ الاُمَّةِ ، ولَوِ اجتَمَعنا عَلى شَيءٍ ما وَسِعَكُم غَيرُهُ ؟ إنّي أفطَرتُ لِمُفطِرِكُم ، وصامَ أخي لِصُوّامِكُم . ۴

1.الاُسوة والمؤاساة : القدوة (النهاية : ج ۱ ص ۵۰ «أسا») .

2.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۸۷ ح ۱۸۱۰ ، علل الشرائع : ص ۳۸۶ ح ۱ ، الإقبال : ج ۲ ص ۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۲۳ ح ۳ .

3.العتيد : الشيء الحاضر المهيّأ (الصحاح : ج ۲ ص ۵۰۵ «عتد») .

4.مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۵۲۸ ح ۸۸۲۰ نقلاً عن كتاب التعازي .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
140

مِن وُلدِكَ يا حُسَينُ هُوَ القائِمُ بِالحَقِّ ، المُظهِرُ لِلدّينِ ، وَالباسِطُ لِلعَدلِ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَقُلتُ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ وإنَّ ذلِكَ لَكائِنٌ ؟
فَقالَ عليه السلام : إي وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالنُّبُوَّةِ ، وَاصطَفاهُ عَلى جَميعِ البَرِيَّةِ ، ولكِن بَعدَ غَيبَةٍ وحَيرَةٍ ، فَلا يَثبُتُ فيها عَلى دينِهِ إلاَّ المُخلِصونَ المُباشِرونَ لِروحِ اليَقينِ ، الَّذينَ أخَذَ اللّهُ عز و جل ميثاقَهُم بِوِلايَتِنا ، وكَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإِيمانَ وأيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ . ۱

5 / 15

مُدَّةُ مُلكِهِ

۲۲۱.عقد الدرر عن الحسين بن عليّ عليه السلام :يَملِكُ المَهدِيُّ عليه السلام تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً وأشهُرا . ۲

5 / 16

سِرُّ اختِلافِ عَمَلِ الإِمامَينِ

۲۲۲.كتاب من لا يحضره الفقيه عن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام :أوصى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ عليه السلام وَحدَهُ ، وأوصى عَلِيٌّ عليه السلام إلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلامجَميعا ، وكانَ الحَسَنُ عليه السلام إمامَهُ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ يَومَ عَرَفَةَ عَلَى الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ يَتَغَدّى وَالحُسَينُ عليه السلام صائِمٌ ، ثُمَّ جاءَ بَعدَما قُبِضَ الحَسَنُ عليه السلام فَدَخَلَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام يَومَ عَرَفَةَ وهُوَ يَتَغَدّى وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام صائِمٌ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : إنّي دَخَلتُ عَلَى الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ يَتَغَدّى وأنتَ

1.كمال الدين : ص ۳۰۴ ح ۱۶ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۹ كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۱ عن الإمام الرضا عن آبائه عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۰ ح ۲ .

2.عقد الدرر : ص ۲۳۹ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 190123
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي