نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ ، خَيْرٌ مِنْ صَلاَةٍ فِي شَكٍّ .
الشّرْحُ:
هذا نهيٌ عن التعرّض للعبادة مع الجَهل بالمعْبود ، كما يصنع اليوم كثيرٌ من الناس ، ويظنون أنّهم خير الناس ، والعقلاء الألبّاء من الناس يضحكون منهم ، ويستهزئون بهم ، والحَروريّة : الخوارج ، وقد سبَق القول فيهم . وفي نِسبتهم إلى حرَوراء ۱ .
يقول عليه السلام : تَرْكُ التنفُّل بالعبادات مع سلامة العقيدة الأصلية ، خيرٌ من الاشتغال بالنوافل وأورادِ الصّلاة مع عدم العلم ؛ وهو المعنيُّ بقوله : «في شَكّ» ، فإذا كان عدمُ التنفّل خيرا من التنفّل مع الشكّ فهو مع الجهل المحض وهو الاعتقاد الفاسِد أوْلى بأنْ يكون .
94
الأصْلُ:
۰.اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَةٍ ؛ لاَ عَقْلَ رِوَايَةٍ ، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ ، وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ .
الشّرْحُ:
نهاهم عليه السلام عن أن يقتصروا إذا سمِعوا منه أو من غيره أطرافا من العِلْم والحكمة ، على أن يَرووا ذلك رواية كما يفعله اليومَ المحدثون ، وكما يقرأ أكثرُ الناس القرآن دراسةً ولا يَدْرِي من معانيه إلاّ اليسير . وأمرَهم أن يعقِلوا ما يَسمَعُونه عقلَ رِعاية أي مَعرفة وفَهْم . ثم قال لهم : «إنّ رُواة العلم كثير ، ورُعاته قليل» ، أي من يُراعِيه ويتدبّره ؛ وصَدَق عليه السلام !