447
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

قد تقدّم القولُ في مِثل هذا ، وقد قال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : «واللّه لولا أنّي أُشفِق أن تقولَ طوائفُ من أُمّتي فيكَ ما قالت النصارى في ابنِ مريَم ، لقلتُ فيك اليومَ مقالاً لا تمرّ بأحدٍ من الناس إلاّ أخَذوا التّرابَ من تحتِ قَدَميك للبَرَكة» .
ومع كَونِه صلى الله عليه و آله وسلم لَم يُقل فيه ذلك المَقَال فقد غَلَت فيه غُلاةٌ كثيرةُ العَدَد منتشِرة في الدنيا ، يعتقِدون فيه ما يَعتقِد النصارى في ابن مريم ، وأشنَع من ذلك الاعتقاد .
فأمّا المُبغض القالي فقد رأيْنا مَنْ يبغضه ، ولكن ما رأينا من يَلعَنه ويصرّح بالبراءة منه ، ويقال : إنّ في عُمَان وما والاها من صَحارِي وما يَجرِي مَجرَاها قوما يعتقدون فيه ما كانت الخوارجُ تعتقِده فيه ، وأنا أبرأ إلى اللّه منهما .

114

الأصْلُ:

۰.إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ .

الشّرْحُ:

فِي المَثَل : انتهِزوا الفُرَص ، فإنّها تمرّ مَرّ السّحاب .

115

الأصْلُ:

۰.مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا ، وَالسُّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا ؛ يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ ، وَيَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلُ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
446

وقال آخَر :

كانت قَناتِي لا تَلينُ لِغامزٍفألانَها الإصْباحُ والإمْساءُ
ودعوتُ ربّي بالسلامةِ جاهداليُصِحّني فإذا السّلامةُ داءُ

112

الأصْلُ:

۰.كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالاْءِحْسَان إلَيْهِ ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ ! وَمَا ابْتَلَى اللّهُ أَحَداً بِمِثْلِ الاْءِمْلاَءِ لَهُ ۱ .

الشّرْحُ:

قال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لرجلٍ مَدَح رجلاً وقد مَرّ بمجلس رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فلم يسمع ، ولكن قال : «وَيحَك لكدتَ تَضرِب عنقَه ، لو سَمِعها لما أفلح» .

113

الأصْلُ:

۰.هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ : مُحِبٌّ غَالٍ ، وَمُبْغِضٌ قَالٍ ۲ .

1.المستدرج : المأخوذ على غرّة ، واستدرجه اللّه ، أي تابع نعمته عليه وهو مقيم على عصيانه ، إبلاغا للحجة ، وإقامة للمعذرة في أخذه . المفتون : المبتلى . الإملاء : الإمهال ، وهو مأخوذ من قوله تعالى : «إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً» سورة آل عمران ۱۷۸ .

2.فسّره الإمام عليه السلام بقوله في الخطبة ۱۲۵ : «سيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق . وخير الناس فيّ حالاً النمط الأوسط فالزموه» .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111160
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي