635
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

هذه إحدى كلماته عليه السلام الّتي لا قيمةَ لها ، ولا يقدّر قَدرُها ؛ والمعنى قد تَداوَله الناسُ قال :

وكائنْ تَرى مِن صامتٍ لك معجِبٍزيادتُه أو نقصه في التّكلّمِ
لسانُ الفَتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُفلم يَبقَ إلاّ صورةُ اللَّحمِ والدّمِ

399

الأصْلُ:

۰.نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ ، خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ ، عَطِرٌ رِيحُهُ .

الشّرْحُ:

كان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم كثيرَ التطيّب بالمِسك وبغيره من أصناف الطِّيب . وجاء في الخبر الصّحيح عنه : «حُبِّب إليّ من دنياكم ثلاث : الطِّيب ، والنّساء ، وقُرّة عيني في الصّلاة» .

400

الأصْلُ:

۰.ضَعْ فَخْرَكَ ، وَاحْطُطْ كِبْرَكَ ، وَاذْكُرْ قَبْرَكَ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم القولُ في العجبْ والكبر والفخر .
في الحديث المرفوع : «إنّ اللّه قد أذهب عنكم عيبة الجاهليّة وفخرها بالآباء ، الناسُ لآدم ، وآدمُ من تراب . مؤمن تقيّ ، وفاجرٌ شقيّ ، لينتهين أقوام يتفاخرون برجال إنّما هم


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
634

الشّرْحُ:

تقدير الكلام : يَنبغي أن يكون زمانُ العاقل مقسوما ثلاثةَ أقسام . ويرُمّ معاشَه : يُصلِحه . وشاخصاً : راحلاً . وخطوة في معاد ، يعني في عَمل المَعاد ، وهو العبادة والطّاعة .

397

الأصْلُ:

۰.اِزْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللّهُ عَوْرَاتِهَا ، وَلاَ تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ .

الشّرْحُ:

أمَرَه بالزُّهد في الدنيا ، وجعل جزاءَ الشَّرط تبصيرَ اللّه تعالى له عَوْراتِ الدُّنيا ، وهذا حقّ ؛ لأنّ الرّاغب في الدُّنيا عاشقٌ لها ، والعاشق لا يَرَى عيبَ معشوقِه . فإذا زَهِد فيها فقد سَخِطها ، وإذا سخطها أبصَر عيوبَها مُشاهدةً لا رواية . ثمّ نهاه عن الغفلة ، وقال له : إنّك غيرُ مغفول عنك ، فَلا تغفَل أنتَ عن نفسك ، فإنّ أحقّ الناس وأولاهم ألاَّ يَغفل عن نفسه من ليس بمغفولٍ عنه ؛ ومن عليه رقيب شَهيدٌ يناقِشه على الفَتِيل والنَّقِير ۱ .

398

الأصْلُ:

۰.تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا ، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ ۲ .

1.الفتيل : ما يكون في شق النواة ، والنقير : النقرة التي في ظاهر النواة .

2.الظاهر المراد أن من كان من أهل الفضل والمعرفة ، ووثق من نفسه العلم والسداد في المقال ، فليتكلم بما آتاه اللّه من العلم والمعرفة . وليس المراد مطلق التكلّم فقط ، وقد تقدّم في الحكمة ۱۴۵ « المرء مخبوءٌ تحت لسانه » .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111197
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي