659
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

يَوْمٍ لاَ تَعْصِي اللّهَ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ .

الشّرْحُ:

المعنَى ظاهرٌ ، وقد نَقَله بعضُ الُمحدَثين إلى الغزَل فقال :

قالوا أتَى العِيدُ قلتُ أهلاًإنْ جاءَ بالوَصْل فهوَ عِيدُ
منْ ظَفِرتْ بالمُنى يدَاهُفكلّ أيامِه سُعودُ

438

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللّهِ ، فَوَرِثَهُ رَجُلٌ فَأَنْفَقَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ سُبْحَانَهُ ، فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَدَخَلَ الْأَوَّلُ بِهِ النَّارَ ۱ .

439

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :إِنَّ أَخْسَرَ النَّاس صَفْقَةً ، وَأَخْيَبَهُمْ سَعْياً ، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ فِي طَلَبِ مَالِهِ ، وَلَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ ، وَقَدِمَ عَلَى الآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ .

1.إنما كانت عليه أعظم الحسرات لعدم انتفاعه بماله ، وعذابه في الآخرة ومشاهدته لانتفاع غيره به . مصباح السالكين / ابن ميثم : ص ۶۷۶ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
658

وقال آخَر :

ورُبّ غَنيٍّ عظيم الثّراءِأمسَى مُقِلاًّ عَديما فَقيرَا
وكم باتَ مِنْ مُترَفٍ في القُصورفعُوِّض في الصّبح عنها القُبورَا

436

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَ نَّهُ شَكَاهَا إِلَى اللّهِ ، وَمَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِرٍ ، فَكَأَنَّمَا شَكَا اللّهَ .

الشّرْحُ:

كلامُ أميرِ المؤمنين عليه السلام يدلُّ على أنه لا يَكرَه شَكوَى الحالِ إلى المؤمن ، ويَكرَهها إلى غير المؤمن ، وهذا مذهبٌ دِينيٌّ غيرُ المذهب العُرْفيّ .
وأكثر مذاهِبه ومقاصده عليه السلام في كلامه يَنْحو فيها نحوَ الدِّين والوَرَع والإسلام وكأنّه يَجعَل الشكوى إلى المؤمن كالشكوى إلى الخالق سبحانه ، لأنّه لا يشكو إلى المؤمن إلاّ وقد خَلَتْ شكْواه من التسخُّط والتأفّف ، ولا يشكُو إلى الكافر إلاّ وقد شابَ شَكْواه بالاستزادة والتَّضجُّر ، فافترقَتْ الحالُ في الموضعين .
فأمّا المذهب المشهورُ في العُرْف والعادة فاستهْجانُ الشّكوى على الإطلاق ؛ لأنّها دليلٌ على ضَعْف النّفس وخذْلانها ، وقلّة الصّبر على حوادث الدّهر ، وذلك عندَهم غيرُ محمود .

437

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام في بعض الأَعيَاد :وإِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبلَ اللّهُ صِيَامَهُ ، وَشَكَرَ قِيَامَهُ ، وَكُلُّ

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111130
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي