153
تربية الطّفل في الإسلام

الفصل السادس: الدعاء

6 / 1

الحَثُّ عَلَى الدُّعاءِ لِلأولادِ

الكتاب

«وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّـتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ». ۱

«رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوةِ وَ مِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَآءِ» ۲ .

«رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلَى وَ لِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَــلِحًا تَرْضَاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ۳ .

الحديث

۴۱۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :دُعاءُ الوالِدِ لِلوَلَدِ كَالماءِ لِلزَّرعِ بِصَلاحِهِ . ۴

1.الفرقان : ۷۴.

2.ابراهيم : ۴۰ .

3.الأحقاف : ۱۵ .

4.الفردوس : ج ۲ ص ۲۱۳ ح ۳۰۳۸ عن ابن عمر.


تربية الطّفل في الإسلام
152

لعب الوالدين مع الطفل

بالإضافة إلى سماح الوالدين للطفل باللّعب ، فإنّ لعب الوالدين معه بحدّ ذاته موضوع مهمّ آخر . فاللّعب من جهة هو الركن المهمّ في حياة الطفل ، والوالدان من جهة اُخرى ، يمثلان جزءا مهمّا من حياة الطفل حيث يتمتعان بمكانة خاصّة بالنسبة إليه ، ولذلك فإنّ من المهمّ جدّا للطفل أن يدخل الوالدان في حياته ، وهنا يكتسب اللّعب مع الطفل أهمّيته ، وبما أنّ الوالدين يمثلان أهمّ الأشخاص بالنسبة إلى الطفل ، فإنّ لعبهما مع الطفل سوف يؤدي إلى تكريم الطفل وتكريس عزّة النفس لديه ، ويخلق لديه الشعور بالقيمة الذاتية وكرامة النفس ، كما أنّه يعزز علاقة الطفل بالوالدين ، وله دور أساسي في جعل هذه العلاقة صميمية وحميمة (وهو من ضرورات العلاقة المطلوبة بين الوالدين والطفل) .
إنّ شراء الألعاب المختلفة والمتطوّرة والثمينة لا يؤدي إلى شعور الطفل بالرضا عن علاقته بالوالدين ، فهو يرغب في أن يدرك الوالدان عالمه وأن يكونا معه .
وعلى هذا الأساس ، فقد دخل موضوعان في التعاليم الدينية :
الأوّل: لعب الوالدين مع الطفل (والّذي نراه كثيرا في سيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .
والآخر تشبه الوالدين بالصبيان عند اللّعب معهم (التصابي مع الصبي) ، فاللّعب مع الطفل بروح الكبار ودون تشبّه بأخلاقيات الطفل لا يعدّ ممتعا بالنسبة إلى الطفل ولا يلبّي حاجته ، والألعاب الطفولية هي الّتي ترضي الطفل وتربي شخصيته وتعلّمه مهارات الحياة ، ولذلك فقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يتصابى في اللّعب مع أولاده .
والملاحظة المهمّة الاُخرى ، هي أنّ لعب الكبار مع الأطفال لا يعتبر لهوا ولعبا ، بل هو سلوك حكيم وعاقل ، ولا يعني الحطّ من شأنهم .

  • نام منبع :
    تربية الطّفل في الإسلام
    المساعدون :
    بسنديده، عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 191187
الصفحه من 192
طباعه  ارسل الي