183
مكاتيب الأئمّة ج4

سليمان بن داوود ، عن حفص بن غياث ۱ ، قال : كتب إليّ بعض إخواني : أن أسأل أبا عبد اللّه عليه السلام عن مسائل من السّنن فسألته أو كتبت بها إليه فكان فيما سألته أخبرني عن الجيش إذا غزا أرض الحرب فغنموا غنيمة ثمّ لحقهم جيش آخر قبل أن يخرجوا إلى دار السّلام ولم يلقوا عدوّاً حتّى خرجوا إلى دار السّلام هل يشاركونهم؟ فقال : نعم.
وعن سرية كانوا في سفينة ولم يركب صاحب الفرس فرسه كيف تقسم الغنيمة بينهم ؟ فقال : للفارس سهمان وللراجل سهم .
فقلت: وإن لم يركبوا ولم يقاتلوا على أفراسهم؟
فقال: أرأيت لو كانوا في عسكر فتقدّم الرّجال فقاتلوا وغنموا كيف كان يقسم بينهم ألم أجعل للفارس سهمين وللراجل سهماً وهم الّذين غنموا دون الفرسان. ۲
وزاد في تهذيب الأحكام : قلت: فهل يجوز للإمام أن ينفل ؟ فقال له : أن ينفل قبل القتال فأمّا بعد القتال والغنيمة فلا يجوز ذلك لأنّ الغنيمة قد أحرزت. ۳

1.حفص بن غياث حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن ربيعة بن عامر بن جشم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النّخع بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد أبو عمر القاضي. كوفيّ روى عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام وولي القضاء ببغداد الشّرقيّة لهارون ثمّ ولاّه قضاء الكوفة ومات بها سنة أربع وتسعين ومئة. له كتاب أخبر عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: سمعت عبد اللّه بن أسامة الكلبيّ يقول: سمعت عمر بن حفص بن غياث يقول: وذكر كتاب أبيه عن جعفر بن محمّد وهو سبعون ومئة حديث أو نحوها . وروى حفص عن أبي الحسن موسى عليه السلام . ( راجع : رجال النّجاشي : ج۱ ص۱۳۴ الرّقم۳۴۶ وراجع : الفهرست للطّوسي : الرّقم۲۴۲ ، رجال الطّوسي : الرّقم۱۳۷۱ و۲۳۱۸ و۶۱۲۲ ، رجال ابن داوود: ص۴۴۸ الرّقم۱۵۵). وفي رجال الكشّي: حفص بن غياث عامي(ج۲ ص۶۸۸ ح ۷۳۳) .

2.الكافي : ج۵ ص۴۴ ح۲ .

3.تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۴۶ ح ۲۵۳ وفيه : « الصّفار عن عليّ بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داوود المنقري أبي أيوب قال أخبرني حفص بن غياث . . . » .


مكاتيب الأئمّة ج4
182

عَنهُ لِأنَّي لَم آمَن حينَ جَعَلَهُ سَلفاً لَو ألحَحنا عَلَيهِ فيهِ أن يَقولَ في خُمسِنا مِثلَ قَولِهِ في أعظَمَ مِنهُ ، أعني ميراثَ نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله حينَ ألحَحنا عَلَيهِ فيهِ .
فَقالَ لَهُ العَبّاسُ : لا تَغمِز في الّذي لَنا يا عُمَرُ ، فإنَّ اللّهَ قَد أثبَتَهُ لَنا بِأَثبَتَ مِمّا أثبَتَ بهِ المَواريثَ بَينَنا . فقالَ عُمَرُ : وَأنتُم أحَقُّ مَن أرفَقَ المُسلِمينَ . وَشَفّعَني ، فَقَبَضَهُ عُمَرُ . ثُمَّ قالَ : لا وَاللّهِ ما آتيهِم ما يُقبِضُنا ، حَتّى لَحِقَ بِاللّهِ ، ثُمَّ ما قَدِرنا عَلَيهِ بَعدَهُ . ثُمَّ قال عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ حَرَّمَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الصّدَقَةَ فَعَوّضَهُ مِنها سَهماً مِنَ الخُمسِ . وَحَرَّمَها على أهلِ بَيتِهِ خاصَّةً دونَ قَومِهِم . وَأسهَمَ لِصَغيرِهِم وَكَبيرِهِم ، وَذَكَرِهِم وَأُنثاهُم ، وَفَقيرِهِم ، وَشاهِدِهِم وَغائِبِهِم ؛ وَلأنَّهُم إنَّما اُعطوا سَهمَهُم لِأنَّهُم قَرابَةُ نَبِيِّهِم وَالّتي لا تَزولُ عَنهُم . الحَمدُ للّهِِ الّذي جَعَلَهُ مِنّا وَجَعَلَنا مِنهُ .
فَلَم يُعطِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أحَداً مِنَ الخُمسِ غَيرَنا وَغَيرَ حُلفائِنا وَمَوالينا؛ لأنَّهُم مِنّا وَأعطى مِن سَهمِهِ ناساً لِحُرَمٍ كانَت بَينَهُ وَبَينَهُم مَعونَةً في الّذي كانَ بَينَهُم . فَقَد أعلَمتُكَ ما أوضَحَ اللّهُ مِنَ سَبيلِ هذهِ الأنفالِ الأربَعَةِ وَما وَعَدَ مِن أمرِهِ فيهِم وَنورِهِ ، بِشِفاءٍ مِنَ البَيانِ وَضِياءٍ مِنَ البُرهانِ ، جاءَ بِهِ الوَحيُ المُنزَلُ ، وَعَمِلَ بِهِ النَّبِيُّ المُرسَلُ صلى الله عليه و آله . فَمَن حَرَّفَ كَلامَ اللّهِ أو بَدَّ لَهُ بَعدَ ما سَمِعَهُ وَعَقِلَهُ فَإنّما إثْمُهُ عَلَيهِ وَاللّهُ حَجيجُهُ فيهِ .
وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَرَحمةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ . ۱

48

كتابه عليه السلام إلى حفص بن غياث

في قسمة الغنيمة

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمّد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن

1.تحف العقول : ص۳۳۹، بحار الأنوار: ج۹۶ ص۲۰۴ ح۱ نقلاً عنه.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89000
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي