229
مكاتيب الأئمّة ج4

وَديعَةٍ كانَ مِنهُم ، وَإن كانَ صاحبُ أمانَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ يَقصُدونَهُ لِدينِهِم وَمَصالِحِ أُمورِهِم كانَ مِنهُم . فَكونوا أنتُم كذلِكَ ، حَبِّبونا إلى النّاسِ ، وَلا تُبَغِّضونا إلَيهِم . 1

75

وصيّته عليه السلام إلى بعض من شيعته

في ما ينبغي أن يكونوا عليه

۰.عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال لبعض شيعته يوصيهم :وَخالِقوا النّاسَ بِأحسَنِ أخلاقِهِم ، صَلُّوا في مساجِدِهِم ، وَعودوا مَرضاهُم ، وَاشهَدوا جَنائِزَهُم ، وَإن استَطعتُم أن تَكونوا الأئِمَّةَ والمُؤذّنينَ فافعَلوا ، فإنَّكُم إذا فَعَلتُم ذلِكَ ، قالَ الناسُ : هَؤلاءِ الفُلانِيَّةُ ، رَحِمَ اللّهُ فلاناً ما كانَ أحسَنَ ما يُؤدِّبُ أصحابَهُ . ۲

76

وصيّته عليه السلام للمفضّل

فيما أوصى به شيعته

۰.قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل :أُوصيك بِسِتِّ خِصالٍ تُبَلِغُهُنَّ شيعَتي .
قلتُ : وما هُنَّ يا سيّدي؟
قالَ عليه السلام : أداءُ الأمانَةِ إلى مَنِ ائتَمَنَكَ .
وَأن تَرضى لاِيكَ ما تَرضى لِنَفسِكَ .
وَاعلَم أنّ لِلأُمورِ أواخِرَ فاحذَر العواقِبَ.

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۵۶ .

2.دعائم الإسلام : ج۱ ص۶۶.


مكاتيب الأئمّة ج4
228

تُؤَمرُ السَّماءُ بإظلالِهِ والأرضُ بإكرامِهِ وَالنّورِ بِبُرهانِهِ .
قال : فَما صِفَتُهُ في دُنياه ؟ قال :
إن سَأَلَ أُعطِيَ ، وَإن دعا أُجيبَ ، وَإن طَلَبَ أدرَكَ ، وَإن نَصَرَ مَظلوماً عَزُّ . ۱

74

وصيّته عليه السلام إلى بعض من شيعته

في كيفية الدّعوة إليهم عليهم السلام

عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام أنّ نفراً أتوه من الكوفة من شيعته يسمعون منه ، ويأخذون عنه ، فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام ، وهم يختلفون إليه ويتردّدون عليه ، ويسمعون منه ويأخذون عنه ، فلمّا حضرهم الانصراف وودّعوه ، قال له بعضهم : أوصنا يابن رسول اللّه . فقال :
أُوصيكُم بِتَقوى اللّهِ وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ وَاجتِناب مَعاصيهِ ، وَأداءِ الأمانَةِ لِمَن ائتَمَنَكُم ، وَحُسنِ الصّحابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ ، وَأن تَكونوا لَنا دُعاةً صامِتينَ .
فَقالوا : يابنَ رَسولِ اللّهِ ، وَكَيفَ نَدعو إلَيكُم وَنَحنُ صُموتٌ؟ قال :
تَعلَمونَ ما أمرناكُم بهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ ، وَتَتَناهَونَ عَمّا نَهَيناكُم عَنهُ مِنَ ارتكابِ مَحارِمِ اللّهِ ، وَتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ ، وَتُؤدّونَ الأمانَةَ ، وَتَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهوَنَ عَنِ المُنكَرِ ، وَلا يَطَّلِعَ النّاسُ مُنكُم إلاّ على خَيرٍ ، فإذا رَأوا ما أنتمُ عَلَيهِ قالوا : هَؤلاءِ الفُلانِيَّةُ ، رَحِمَ اللّهُ فُلاناً ، ما كانَ أحسَنَ ما يُؤدِّبُ أصحابَهُ ، وَعَلمِوا فَضلَ ما كانَ عِندَنا ، فَسارَعوا إلَيهِ ، أشهَدُ على أبي مُحَمَّدٍ بنِ عَلِيٍّ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ وَرَحمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ ، لَقَد سَمِعتُهُ يَقولُ : كانَ أولِياؤُنا وَشيعَتُنا فيما مَضى خَيرَ مَن كانوا فيهِ ، إن كانَ إمامُ مَسجِدٍ في الحَيِّ كانَ مِنهُم ، وَإن كانَ مُؤذِّنٌ في القَبيلَةِ كانَ مِنهُم ، وَإن كانَ صاحبُ

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۶۴.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89064
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي