23
مكاتيب الأئمّة ج4

سَأَلتَ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ عَنِ الإيمانِ: وَالإيمانُ هُوَ الإقرارُ بِاللِّسانِ وَعَقدٌ فِي القَلبِ وَعَمَلٌ بِالأركانِ ، وَالإيمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وَهُوَ دارٌ وكَذلِكَ الإسلامُ دارٌ والكُفرُ دَارٌ ، فَقَد يَكونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أن يَكونَ مُؤمِناً ، ولا يَكونُ مُؤمِناً حَتَّى يَكونَ مُسلِماً ، فَالإسلامُ قَبلَ الإيمانِ وَهُوَ يُشارِكُ الإيمانَ ، فَإذا أتى العَبدُ كَبيرَةً مِن كبائِرِ المَعاصي أو صَغيرَةً مِن صَغائِرِ المَعاصي الّتي نَهَى اللّهُ عز و جل عَنها ، كانَ خارِجاً مِنَ الإيمانِ ، ساقِطاً عَنهُ اسمُ الإيمانِ ، وثابِتاً عَلَيهِ اسمُ الإسلام ، فَإِن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلى دارِ الإيمانِ ، ولا يُخرِجُهُ إلى الكُفرِ إلاّ الجُحودُ وَالاستحِلالُ أن يقولَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ ولِلحَرامِ هذا حَلالٌ ودانَ بِذلِكَ ، فعندها يَكونُ خارِجاً مِنَ الإسلامِ وَالإيمانِ ، داخِلاً فِي الكُفرِ وَكانَ بِمَنزِلَةِ مَن دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الكَعبَةَ وَأحدَثَ فِي الكَعبَةِ حَدَثاً فَأُخرَجَ عَنِ الكَعبَةِ وَعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنقُهُ وَصارَ إلى النَّارِ.۱

3

كتابه عليه السلام إلى الحسن بن خرزاد في معاني الأسماء واشتقاقها

الحسن بن خُرْزاد ۲ قال : كتبت إلى الصّادق أسأل عن معنى اللّه .

1.الكافي: ج۲ ص۲۷ ح۱، التوحيد : ص۲۲۸، بحار الأنوار: ج۶۵ ص۲۵۶ ح۱۵.

2.الحسن بن خرزاد الحسن بن خرزاد بالخاء فالرّاء السّاكنة فالزّاء المعجمة ، قُميّ من أهل كش . (راجع رجال ابن داوود : ص۴۳۹ الرّقم۱۱۶ ) . وقال النّجاشي : الحسن بن خرزاد قمي، كثير الحديث ، له كتاب أسماء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكتاب المتعة وقيل : إنّه غلا في آخر عمره ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال حدّثنا جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن الوارث السمرقنديّ قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن (الحسين) بن عليّ القميّ قال: حدّثنا الحسن بن خرزاذ بكتابه. وعدّه الشّيخ، في رجاله، من أصحاب الهادي عليه السلام (۲۰) . وذكر ذلك الكشّي أيضاً في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى، وأخيه بنان. روى محمّد بن أحمد بن يحيى عنه، عن الحسن (الحسين) بن راشد .( راجع : معجم رجال الحديث : ج ۴ ص ۳۱۷ الرّقم ۲۸۰۱ و ۲۸۰۲ ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
22

رَأَيتَ جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ أن تَكتُبَ إليَّ بالمَذهَبِ الصّحيحِ مِنَ التَّوحيدِ . فكتب إليّ:
سَأَلتَ رَحِمَكَ اللّهُ عَنِ التَّوحيدِ وَما ذَهَبَ إلَيهِ مَن قِبَلَكَ ، فَتَعالى اللّهُ الّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، تَعالى عَمَّا يَصِفُهُ الواصِفونَ المُشَبِّهونَ اللّهَ بِخَلقِهِ ، المُفترونَ عَلى اللّهِ . فَاعلَم ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ أنَّ المَذهَبَ الصَّحيحَ فِي التَّوحيدِ ما نَزَلَ بِهِ القُرآنُ مِن صفاتِ اللّهِ جَلَّ وَعَزَّ ، فَانفِ عَنِ اللّهِ تَعالى البُطلانَ وَالتَّشبيهَ فَلا نَفيَ وَلا تَشبيهَ ، هُوَ اللّهُ الثّابِتُ المَوجودُ تَعالى اللّهُ ، عَمَّا يَصِفُهُ الواصِفونَ ، ولا تَعدوا القُرآنَ فَتَضِلّوا بَعدَ البَيانِ .۱

2

كتابه عليه السلام إلى عبد الرّحيم القصير في الإيمان

عليّ بن إبراهيم ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الرّحيم القصير ۲ ، قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللّه عليه السلام أسأله عن الإيمان ما هو؟ فكتب إليّ مع عبد الملك بن أعين :

1.الكافي: ج۱ ص۱۰۰ ح۱، بحار الأنوار: ج۳ ص۲۶۱ ح۱۲.

2.عبد الرّحيم القصير هو عبد الرحيم بن عتيك القصير ، مرّ ترجمته في الصفحة السابقة .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89059
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي