297
مكاتيب الأئمّة ج4

الحسين صلوات اللّه عليهما ، وَزادَ في آخِرِهِ : « آمينَ رَبَّ العالَمينَ » .۱

91

كتابه عليه السلام لداوود بن زربي

في الدّعاء للعلل والأمراض

0.أحمد بن محمّد عن عبد العزيز بن المهتدي عن يونس بن عبد الرّحمن عن داوود بن زربي 2 قال مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد اللّه عليه السلام

1.الكافي : ج ۲ ص ۵۹۰ ح۳۱ .

2.داوود بن زربي أحمد بن سليمان قال: حدّثني داوود الرّقي ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقلت له : جعلت فداك ، كم عدّة الطّهارة ؟ فقال : ما أوجبه اللّه فواحدة وأضاف إليها رسول اللّه صلى الله عليه و آله واحدة لضعف النّاس ، ومن توضأ ثلاثاً ثلاثاً فلا صلاة له ، أنا معه في ذا حتّى جاء داوود بن زربي فأخذ زاوية من البيت فسأله عمّا سألته في عدّة الطّهارة ؟ فقال له : ثلاثاً ثلاثاً من نقص عنه فلا صلاة له ، قال : فارتعدت فرائصي وكاد أن يدخلني الشّيطان فأبصر أبو عبد اللّه عليه السلام إلي وقد تغيّر لوني فقال : اسكن يا داوودُ ، هذا هو الكفر أو ضرب الأعناق . قال : فخرجنا من عنده وكان بيت ابن زربي إلى جوار بستان أبي جعفر المنصور وكان قد ألقى إلى أبي جعفر أمر داوود بن زربي وأنّه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمّد . فقال أبو جعفر : إنّي مطّلع على طهارته فإن هو توضأ وضوء جعفر بن محمّد فإنّي لأعرف طهارته : حققت عليه القول وقتلته فاطّلع وداوود يتهيأ للصّلاة من حيث لا يراه فأسبغ داوود بن زربي الوضوء ثلاثاً ثلاثاً كما أمره أبو عبد اللّه عليه السلام فما تمّ وضوؤه حتّى بعث إليه أبو جعفر فدعاه قال : فقال داوود : فلمّا أن دخلت عليه رحّب بي وقال : يا داوود قيل فيك شيء باطل وما أنت كذلك ، قال : قد اطّلعت على طهارتك وليست طهارتك طهارة الرّافضة فاجعلني في حلّ فأمر له بمئة ألف درهم . قال : فقال داوود الرّقي : التقيت أنا وداوود بن زربي عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له داوود بن زربي : جعلني اللّه فداك حقنت دماءنا في دار الدّنيا ونرجو أن ندخل بيمنك وبركتك الجنّة . فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : فعل اللّه ذلك بك وبإخوانك من جميع المؤمنين . فقال أبو عبد اللّه عليه السلام لداوود بن زربي : حدث داوود الرّقي بما مرّ عليكم حتّى تسكن روعته. قال: فحدثه بالأمر كلّه قال: فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : لهذا أفتيته لأنّه كان أشرف على القتل من يد هذا العدوّ ثمّ قال: يا داوود بن زربي توضّأ مثنى مثنى ولا تزيدنّ عليه وإنّك إن زدت عليه فلا صلاة لك ( رجال الكشّي : ج ۲ ص۶۰۰ ح ۵۶۴ ) . وفي رجال ابن داوود (الرّقم ۵۸۵ ) : داوود بن زربي بالزّاء المضمومة ، ورأيت بخطّ الشّيخ أبي جعفر الزّربي بكسر الزّاء فالرّاء وقيل بالعكس والباء المفردة . وفي الخلاصة للحلّي(الرّقم۵۶۸) داوود بن زربي بالزّاي المضمومة والرّاء السّاكنة والباء المنقطة تحتها نقطة . أبو سليمان الخندقي بالخاء المعجمة والنّون والدّال المهملة والقاف كان أخصّ النّاس بالرّشيد . وفي رجال النّجاشي : داوود بن زربي أبو سليمان الخندقي البندار روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ثقة ذكره ابن عقدة (ج۱ ص ۳۶۹ الرّقم ۴۲۲) . وفي رجال الطّوسي : داوود بن زربيّ الكوفيّ . وعدّ من أصحاب أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ( راجع : ص۲۰۲ الرّقم۲۵۷۹ وص۳۳۶ الرّقم۵۰۰۶ ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
296

رَبِّ كَيفَ لي بِذُنوبي الّتي سَلَفَت مِنّي ، قَد هُدَّت لَها أركاني .
رَبِّ كَيفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وَأبكي على خَيبَتي فيها وَلا أبكي ، وَتَشتَدُّ حَسَراتي على عِصياني وَتَفريطي .
رَبِّ دَعَتني دَوَاعي الدُّنيا فَأجَبتُها سريعاً ، وَرَكَنتُ إليها طائِعاً وَدَعَتني دَواعي الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها وَأبطأتُ في الإجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيها ، كَما سارَعتُ إلى دَواعي الدُّنيا وَحُطامِها الهامِدِ وَهَشيمِها البائِدِ وَسَرابِها الذاهِبِ .
رَبِّ خَوَّفتَني وَشَوَّقَتني ، وَاحتَجَجتَ عَلَيَّ بِرِقّي ، وَكَفَلتَ لي بِرزقي ، فَأمِنتُ مِن خَوفِكَ وَتَثَبَّطتُ عَن تَشويقِكَ وَلَم أتَّكِل على ضَمانِكَ ، تَهاوَنتُ بِاحتِجاجِكَ .
اللهُمَّ فاجعَل أمني مِنكَ في هذهِ الدُّنيا خَوفاً ، وَحَوِّل تَثَبُّطي شَوقاً ، وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً منك ، ثُمَّ رَضِني بِما قَسَمتَ لي مِن رزقِكَ يا كريمُ يا كريمُ .
أسألُكَ باسمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِندَ السَّخطَةِ ، وَالفُرجَةِ عِندَ الكُربَةِ ، وَالنُّور عِندَ الظُّلمَةِ وَالبَصيرَةِ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ .
رَبِّ اجعَل جَنَّتي مِن خَطايايَ حَصينَةً ، وَدَرَجاتي فِي الجِنانِ رَفيعَةً ، وَأعمالي كُلَّها مُتَقَبَّلَةً ، وَحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكِيَةً ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ، ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ ، وَمِن رَفيعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ وَمِن شَرِّ ما أعلَمُ وَمِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وَأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَري الجَهلَ بِالعِلمِ ، والجَفاءَ بالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ وَالجَزَعَ بالصَبرِ وَالهُدى بِالضّلالَةِ وَالكُفرَ بِالإيمانِ .

ابن محبوب عن جميل بن صالح ۱ ، أنّه ذكر أيضاً مثله ، وذكر أنّه دعاء عليّ بن

1.جميل بن صالح قال النّجاشي: جميل بن صالح الأسديّ، ثقة، وجه، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ذكره أبو العبّاس في كتاب الرّجال، روى عنه سماعة وأكثر ما يرى منه نسخة رواية الحسن بن محبوب أو محمّد بن أبي عمير. طريق القميين إليه، ما أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه ، عن أحمد بن جعفر، عن أحمد بن إدريس، عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عنه، به . وقال الشّيخ : جميل بن صالح ، له أصل . وعدّه في رجاله ، مع توصيفه بالكوفيّ من أصحاب الصّادق عليه السلام (۴۰) . وكذلك ذكره البرقي . روى عن الفضيل بن يسار وروى عنه الحسن بن محبوب . ( راجع : رجال النّجاشي : ج ۱ ص ۳۱۱ الرّقم ۳۲۷ ، الفهرست : ص ۹۴ الرّقم ۱۵۵ ، معجم رجال الحديث : ج ۴ ص ۱۵۸ الرّقم ۲۳۶۵ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89597
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي