517
مكاتيب الأئمّة ج4

الآيَةِ فَكانَت أربَعَةً وَثَمانينَ مَوطِناً .
فَكَسَرتُ الخَتمَ الثّالِثَ فَوَجَدتُ تَحتَهُ مَكتوباً : ما يَقولُ العالِمُ في رَجُلٍ نَبَشَ قَبرَ مَيِّتٍ وَقَطَعَ رَأسَ المَيِّتِ وَأَخَذَ الكَفَنَ؟
الجَوابُ بِخَطِّهِ :
يُقطَعُ السَّارِقُ لِأَخذِ الكَفَنِ مِن وَراءِ الجَزرِ ، وَيُلزَمُ مِئَةَ دينارٍ لِقَطع رَأسِ المَيِّتِ ؛ لِأَنّا جَعَلناهُ بِمَنزِلَةِ الجَنينِ في بَطنِ اُمّهِ قَبلَ أن يُنفَخَ فيهِ الرّوحُ ، فَجَعَلنا فِي النُّطفَةِ عِشرينَ ديناراً . المَسألة إلى آخرها .
فَلمّا وافى خُراسانَ وَجَدَ الَّذينَ رَدَّ عَلَيهِم أموالَهُم ارتَدّوا إلَى الفَطَحِيَّةِ ، وَشُطَيطَةَ عَلَى الحَقِّ ، فَبَلَّغَها سَلامَهُ وَأَعطاها صُرَّتَهُ وَشُقَّتَهُ ، فَعاشَت كما قالَ عليه السلام ، فَلَمّا تُوفِيَت شُطَيطَةُ جاءَ الإِمامُ على بَعيرٍ لَهُ ، فَلَمّا فُرِغَ مِن تَجهِيزِها رَكِبَ بَعيرَهُ وَانثَنى نَحَو البَرِيَّةِ وَقالَ : عَرِّف أصحابَكَ ، وَاقرَأهُم مِنّي السَّلامَ وَقُل لَهُم :
إنّي وَمَن يَجري مَجرايَ مِنَ الأئِمَّةِ عليهم السلام لابُدَّ لَنا مِن حضور جنائزكم في أيّ بلد كنتم فاتّقوا اللّه في أنفسكم .۱

105

الكُتُبُ المُتَرَّبَة

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة ۲ ، أنّه رأى كتباً

1.المناقب لابن شهرآشوب: ج۴ص۲۹۱،راجع:الخرائج والجرائح :ج۱ ص۳۲۸ ح۲۲وبحار الأنوار :ج۴۸ ص۷۳ .

2.راجع : ص ۷۵ (النهي عن الترهّب وتحريم ما أحلّ اللّه ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
516

قالَ : فَطارَ عَقلي مِن مَقالِهِ ، وأتيتُ بِما أمَرَني ، وَوَضَعتُ ذلِكَ قِبَلَهُ فَأَخَذَ دِرهَمَ شُطَيطَةَ وَإزارَها ، ثُمَّ استَقبَلَني وَقالَ : إنَّ اللّهَ لا يَستَحي مِنَ الحَقِّ يا أبا جَعفَرٍ ، أبلِغ شُطَيطَةَ سَلامي وَأعطِها هذهِ الصُّرَّةَ ـ وَكانَت أربعينَ دِرهَماً ـ ثُمَّ قالَ : وَأهديتُ لَكَ شُقَّةً مِن أكفاني مِن قُطِنِ قَريَتِنا صَيداءَ ، قَريَةِ فاطِمَةَ عليهاالسلاموَغَزلِ اُختي حَليمَةَ ابنَةِ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ الصّادِقِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : وَقُل لَها سَتَعيشينَ تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً مَن وصول أبي جَعفَرٍ وَوُصولِ الشِّقَّةِ وَالدَّراهِمِ فَانفِقي على نَفسِكِ مِنها سِتَّةَ عَشَرَ دِرهَماً وَاجعَلي أربعَةً وَعِشرينَ صَدَقَةً مِنكِ ، وَما يَلزَمُ عَنكِ وَأنا أتوَلّى الصَّلاةَ عَلَيكِ ، فَإِذا رَأَيتَني يا أبا جَعفَرٍ فَاكتُم عَلَيَّ فَإِنَّهُ أبقى لِنَفسِكَ ، ثُمَّ قالَ : وَاردُدِ الأَموالَ إلى أصحابِها وَافكُك هذهِ الخَواتيمَ عَنِ الجُزءِ وَانظُر هَل أجَبناك عَنِ المَسائِلِ أم لا ، مِن قَبلِ أن تَجيئنا بِالجُزءِ ! فَوَجَدتُ الخَواتيمَ صَحيحَةً ، فَفَتَحتُ مِنها واحِداً مِن وَسَطِها فَوَجدتُ فيهِ مَكتوباً : ما يَقولُ العالِمُ عليه السلام في رَجُلٍ قالَ : نَذَرتُ للّهِِ لَأَعتِقَنَّ كُلَّ مَملوكٍ كانَ في رِقّي قَديماً ، وَكانَ لَهُ جَماعَةٌ مِنَ العَبيدِ .
الجوابُ بِخَطِّهِ : لِيَعتِقَنَّ مَن كانَ في مِلكِهِ مِن قَبلِ سِتَّةِ أشهُرٍ ، وَالدَّليلُ على صِحَّةِ ذلِكَ قَولُهُ تَعالى : «وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ »۱ الآية والحديث : مَن لَيسَ لَهُ مِن سِتَّةِ أشهُرٍ .
وَفَكَكتُ الخَتمَ الثّاني ، فَوَجَدتُ ما تَحتَهُ : ما يَقولُ العالِمُ في رَجُلٍ قالَ : وَاللّهِ لَأَتصَدَقَنَّ بِمالٍ كَثيرٍ فيما يُتَصَدَّقُ ؟
الجَوابُ تَحتَهُ بِخَطِّهِ : ان كانَ الَّذي حَلَفَ مِن أربابِ شِياهٍ فَليَتَصَدَّق بِأَربَعٍ وَثَمانينَ شاةً وَإن كانَ من أصحابِ النِّعَمِ فَليَتَصَدَّق بِأربَعٍ وَثَمانينَ بَعيراً ، وَإن كانَ مِن أربابِ الدَّراهِمِ فَليَتَصَدَّق بِأربَعٍ وَثَمانينَ دِرهَماً ، وَالدَّليلُ عَلَيهِ قَولُهُ تَعالى :« لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ »۲ فَعَدَدتُ مَواطِنَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلَ نُزولِ تِلكَ

1.يس : ۳۹ .

2.التوبة : ۲۵ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89068
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي