79
مكاتيب الأئمّة ج4

بعِلمهِ ، وجَعَلنا مهيمنين عَلَيهِم بِحُكمِهِ .
فقلت: يا مولاي ، أتأذن لي أن أكتب ما تشرحه؟ ـ وكنت أعددت معي ما أكتب فيه ـ . فقال لي : افعل . . . 1

7

كِتابُهُ عليه السلام لِزُرارَةَ

في جزاء المشرك وغير المشرك

زرارة ۲ قال: كتبت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام مع بعض أصحابنا فيما يروي النّاس عن

1.بحار الأنوار : ج۳ ص۵۷ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

2.زرارة زُرارة بن أعيَن بن سُنسُن ، مولى لبني عبد اللّه بن عمرو السّمين بن أسعد بن همام بن مرّة بن ذهل بن شيبان ، أبو الحسن . شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم ، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً قد أجتمعت فيه خلال الفضل والدّين ، صادقاً فيما يرويه . واسمه عبد ربّه يكنّى أبا الحسن ، وزرارة لقب له ، وكان أعين بن سُنسُن عبداً روميّاً لرجل من بني شيبان تعلم القرآن ثمّ أعتقه ، فعرض عليه أن يدخل في نسبه فأبى أعين أن يفعله وقال له : أقِرَّني على ولائي ، وكان سنسن راهباً في بلد الرّوم ، وزرارة يكنّى أبا عليّ أيضاً ، وله عدّة أولاد منهم الحسن والحسين ورومي وعبيد ـ وكان أحول ـ وعبد اللّه ويحيى بنو زرارة . ولزرارة إخوة جماعة ، منهم حمران ، وكان نحويّاً وله ابنان : حمزة بن حمران . ومحمّد بن حمران . وبكير بن أعين ، يكنّى أبا الجهم وابنه عبد اللّه بن بكير . وعبد الرّحمان بن أعين ، وعبد الملك بن أعين وابنه ضريس بن عبد الملك. ولهم روايات كثيرة وأصول وتصانيف ، ولهم روايات عن علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام ، مات سنة خمسين ومئة . (راجع : الفهرست : ص ۱۳۳ الرّقم ۳۱۲ ، رجال النّجاشي : ج ۱ ص ۳۹۷ الرّقم ۴۶۱ ) . وفي رجال الكشّي: محمّد بن مسعود قال : حدّثني عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثني أخواي محمّد وأحمد ابنا الحسن عن أبيهما الحسن بن عليّ بن فضّال عن ابن بكير عن زرارة قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام : يا زرارة ، إنّ اسمك في أسامي أهل الجنّة بغير ألف . قلت : نعم ـ جعلت فداك ـ اسمي عبد ربّه ، ولكنّي لقبت بزرارة ( ج۱ ص۳۴۵ ح ۲۰۸ ) . زرارة قال: أسمع واللّه بالحرف من جعفر بن محمّد عليه السلام من الفتيا فأزداد به إيماناً ( ج۱ ص ۳۴۵ ح ۲۰۹ ) . وأبان بن تغلب عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ أباك حدّثني أنّ الزّبير والمقداد وسلمان الفارسيّ حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا أبا بكر فقال لي : لولا زرارة لظننت أنّ أحاديث أبي عليه السلام ستذهب (ج ۱ ص ۳۴۵ ح ۲۱۰) . و يونس بن عمّار قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ زرارة قد روى عن أبي جعفر عليه السلام أنّه لا يرث مع الاُمّ والأب والابن والبنت أحد من النّاس شيئاً إلاّ زوج أو زوجة فقال أبو عبد للّه عليه السلام : أمّا ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز أن تردّه ( ج ۱ ص ۳۴۶ ح ۲۱۱ ) . وإبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا : قال أبو عبد اللّه : رحم اللّه زرارة بن أعين لولا زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام . ( ج ۱ ص ۳۴۷ ح ۲۱۷ ) . و أبان بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمّد بن مسلم وبريد من الّذين قال اللّه تعالى : «وَ السَّـبِقُونَ السَّـبِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » الواقعة : ۱۰ و۱۱ ( ج۱ ص۳۴۸ ح۲۱۸ ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
78

ويستعرف حجّتنا ، حتّى استفرغنا ۱ ما عندنا وظنّنا إنّا قد قطعناه أدحض حجّتنا بكلام يسير، وخطاب قصير ، يلزمنا به الحجّة ، ويقطع العذر ، ولا نستطيع لجوابه ردّاً ، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه.

[ سببُ إملاء كتاب المفضّل ]

قال المفضّل: فخرجت من المسجد محزوناً مفكّراً فيما بلى به الإسلام وأهله من كفر هذه العصابة وتعطيلها ، فدخلتُ على مولاي صلوات اللّه عليه ، فرأني منكسراً فقال: ما لك؟
فأخبرته بما سمعت من الدّهريّين ، وبما رددت عليهما . فقال :
لَأُلقِيَنَّ إليك مِن حِكمَةِ الباري جَلَّ وعلا وتَقَدَّسَ اسمُهُ في خَلقِ العالَمِ والسِّباعِ وَالبَهائِمِ وَالطَّيرِ والهَوامِّ وَكُلِّ ذي روحٍ مِنَ الأنعامِ وَالنَّباتِ والشَّجَرَةِ المُثمِرَةِ وَغَيرِ ذاتِ الثَّمَرِ وَالحُبوبِ وَالبُقولِ المأكولِ من ذلِكَ وَغَيرِ المَأكولِ ما يَعتَبِرَ بِهِ المُعتَبرون ، وَيَسكُنُ إلى مَعرِفَتِهِ المُونونَ ، وَيَتَحيَّرُ فيهِ المُلحدونَ فَبَكِّر عَلَيَّ غداً .
قال المفضّل : فانصرفت من عنده فرحاً مسروراً ، وطالت عليّ تلك اللّيلة انتظاراً لما وعدني به ، فلمّا أصبحت غدوتُ فاستون لي فدخلت وقمت بين يديه ، فأمرني بالجلوس فجلست ، ثمّ نهض إلى حجرة كان يخلو فيها فنهضت بنهوضه فقال : اتبعني.
فتبعته فدخل ودخلت خلفه ، فجلس وجلست بين يديه فقال:
يا مُفضَّلُ ، كأنّي بِكَ وَقَد طالَت عَلَيكَ هذهِ اللّيلَةَ انتِظاراً لِما وَعَدتُكَ ؟
فقلتُ : أجل يا مولاي. فقال:
يا مُفَضَّلُ ، إنَّ اللّهَ كانَ ولا شيءَ قَبلَهُ ، وَهُوَ باقٍ ولا نِهايَةَ لَهُ ، فله الحمد على ما ألهمنا، وله الشّكر على ما منحنا ، وَقَد خَصَّنا مِنَ العُلومِ بِأعلاها ، ومِنَ المَعالي بِأسناها ، واصطفانا على جَميع الخَلقِ

1.لعلّه من الإفراغ بمعنى الصّب . يقال : استفرغ مجهوده ، أي بذل طاقته .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89024
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي