107
ميزان الحکمه المجلد الثالث

فما يُدْريكَ بما تَحتَها ؟ قالَ : لا أدْري ، إلّا أ نّي أظُنُّ أنْ لَيس تَحتَها شَيْ‏ءٌ . قالَ أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : فالظَّنُّ عَجْزٌ ما لَم تَسْتَيقِنْ .
قال أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : فصَعِدْتَ السَّماءَ ؟ قالَ : لا . قالَ : فتَدْري ما فيها ؟ قالَ : لا . قالَ : فأتَيْتَ المَشرِقَ والمَغرِبَ فنَظَرْتَ ما خَلْفَهُما ؟! قالَ : لا . قالَ : فعَجَباً لكَ ، لَم تَبْلُغِ المَشرِقَ ، ولَم تَبْلُغِ المَغرِبَ ، ولَم تَنْزِلْ تَحتَ الأرضِ ، ولَم تَصْعَدِ السّماءَ ، ولَم تَخْبُرْ هُنالِكَ فتَعْرِفَ ما خَلفَهُنَّ وأنتَ جاحِدٌ ما فيهِنَّ ! وهَل يَجحَدُ العاقِلُ ما لا يَعرِفُ ؟!
فقالَ الزِّنْديقُ : ما كَلّمَني بهذا أحدٌ غَيرُكَ . قالَ أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : فأنتَ في شَكٍّ مِن ذلكَ ، فلَعلَّ هُو ، أو لَعلَّ لَيس هُو ! قالَ الزِّنْديقُ : ولَعلَّ ذاكَ .
فقال أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : أيُّها الرّجُلُ ، لَيس لِمَنْ لا يَعلَمُ حُجّةٌ على‏ مَن يَعلَمُ ، فلا حُجّةَ للجاهِلِ على‏ العالِمِ .
يا أخا أهل مِصرَ ، تَفَهّمْ عنّي ، فإنّا لا نَشُكُّ في اللَّهِ أبَداً . أمَا تَرى‏ الشّمسَ والقَمرَ واللّيلَ والنّهارَ يَلِجانِ ولا يَشْتَبِهانِ ، يَذْهَبانِ ويَرْجِعانِ؟! ...
قالَ هِشامٌ : فآمَنَ الزِّنْديقُ على‏ يَدَيْ أبي عبدِ للَّهِ عليه السلام .۱

1080 - كُلُّ قائِمٍ في سِواهُ مَعلولٌ‏

۵۱۳۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : كُلُّ قائمٍ بغَيرِهِ مَصْنوعٌ ، وكُلُّ مَوجودٍ في سِواهُ مَعْلولٌ .۲

۵۱۳۷.عنه عليه السلام : كُلُّ مَعْروفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنوعٌ ، وكُلُّ قائمٍ في سِواهُ مَعْلولٌ .۳

1081 - مَا الدَّليلُ عَلى‏ حُدوثِ الأجسامِ ؟

۵۱۳۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في مُناظَرَتِهِ ابنَ أبي العَوْجاءِ لمّا قالَ له : ما الدّليلُ على‏ حَدَثِ الأجْسامِ ؟ -: إنّي ما وَجَدتُ شَيئاً صَغيراً ولا كَبيراً إلّا إذا ضُمَّ إلَيهِ مِثْلُهُ صارَ أكْبرَ ، وفي ذلكَ زَوالٌ وانْتِقالٌ عنِ الحالَةِ الاُولى‏ . ولَو كانَ قَديماً ما

1.التوحيد : ۲۹۳/۴ .

2.نهج السعادة : ۳/۴۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
106

۵۱۳۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- مِمّا نُقِلَ عَنهُ ، وقيلَ لغَيرِهِ -:
زَعَمَ المُنَجِّمُ والطَّبيبُ كِلاهُماأنْ لا مَعادَ، فقلتُ: ذاكَ إلَيْكُما
إنْ صَحّ قَولُكُما فلَستُ بخاسِرٍأو صَحَّ قَولي فالوَبالُ علَيْكُما۱

1079 - عَجزُ العقُولِ عَن إنكارِ اللَّهِ‏

۵۱۳۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ المُتَجلّي لخَلْقِهِ بخَلْقِهِ ، والظّاهِرِ لقُلوبِهِم بحُجّتِهِ .۲

۵۱۳۲.عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ الّذي بَطَنَ خَفيّاتِ الاُمورِ ، ودَلّتْ (وَذلّتْ) علَيهِ أعْلامُ الظُّهورِ ، وامْتَنعَ على‏ عَينِ البَصيرِ ، فلا عَينُ مَن لَم يَرَهُ تُنْكِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثْبَتَهُ يُبصِرُهُ ... فهُو الّذي تَشْهَدُ لَهُ أعْلامُ الوُجودِ على‏ إقْرارِ قَلبِ ذي الجُحودِ .۳

۵۱۳۳.عنه عليه السلام : وأقامَ مِن شَواهِدِ البَيِّناتِ على‏ لَطيفِ صَنْعَتِهِ وعَظيمِ قُدْرَتِهِ ما انْقادَتْ لَهُ العُقولُ ، مُعْتَرِفَةً بهِ ، ومُسَلِّمَةً لَهُ ، ونَعَقَتْ في أسْماعِنا دَلائلُهُ على‏ وَحْدانِيّتِهِ .۴

۵۱۳۴.عنه عليه السلام : الّذي بَطَنَ مِن خَفيّاتِ الاُمورِ ، وظَهرَ في العُقولِ بما يُرى‏ في خَلقِهِ مِن عَلاماتِ التَّدبيرِ ، الّذي سُئلتِ الأنْبياءُ عَنهُ فلَم تَصِفْهُ بِحَدٍّ ولا بِبَعْضٍ ، بَل وَصَفَتْهُ بفِعالِهِ ودَلّتْ علَيهِ بآياتِهِ . لا تَسْتَطيعُ عُقولُ المُتَفَكّرينَ جَحْدَهُ ، لأنّ مَن كانتِ السَّماواتُ والأرضُ فِطْرَتَهُ وما فيهِنَّ وما بَينهُنَّ وهُو الصّانعُ لَهُنّ ، فلا مَدْفَعَ لقُدْرتِهِ .۵

۵۱۳۵.التوحيد عن هِشامِ بنِ الحَكَمِ : كانَ زِنْديقٌ بمِصرَ يَبْلُغُهُ عن أبي عبدِ اللَّهِ عليه السلام عِلمٌ ، فخَرجَ إلى‏ المَدينَةِ لِيُناظِرَهُ فلَم يُصادِفْهُ بها ، فقيلَ لَهُ : هُو بمَكّةَ ، فخَرجَ الزِّنْديقُ إلى‏ مَكّةَ ...
فلمّا فَرَغَ أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام أتاهُ الزِّنْديقُ فقَعَدَ بَينَ يَدَيْهِ ، ونَحنُ مُجْتَمِعونَ عِندَهُ ، فقالَ للزِّنْديقِ : أتَعلَمُ أنّ للأرضِ تَحتاً وفَوقاً ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فدَخَلْتَ تَحتَها ؟ قالَ : لا . قالَ :

1.بحار الأنوار: ۷۸/۸۷/۹۲.

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۸ .

3.نهج البلاغة: الخطبة ۴۹.

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۵.

5.. الكافي: ۱/۱۴۱/۷.

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 223390
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي