527
ميزان الحکمه المجلد الثامن

فَأتِنا بمَن يَشهَدُ أنّكَ رسولُ اللَّهِ ! قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : (اللَّهُ شَهيدٌ بَيني وبَينَكُم )الآية .۱

كلام في شهادة اللَّه على نبوّة الأنبياء :

يمكن أن نتصوّر شهادة اللَّه تعالى‏ على‏ نبوّة الأنبياء عن طريقَين :
أ - الشهادة القوليّة .
ب - الشهادة العمليّة .
والشهادة القوليّة يمكن أن تكون على‏ لونَين :
1 . الوحي والإلهام : يمكن للَّه تعالى‏ أن يعلن للناس عن نبوّة شخص ما ، ويقدّم الشهادة على‏ نبوّته بواسطة الوحي والإلهام ، غير أنّ الاستعانة بهذا الطريق تكون في دائرة الإمكان حينما يتوفّر الناس على‏ استعداد تلقّي الوحي والإلهام .
وبعبارة اُخرى‏ : إنّ الإشكال ليس من جهة المُرسِل ، بل من جهة المُستقبِل ، فإذا كان المُستقبِل - الذي هو الناس - قادراً على‏ تلقّي كلام اللَّه أمكن أن يرسل اللَّه تعالى‏ لهم نداءه بصدد نبوّة نبيّه ، وبشكل مباشر .
ويستفاد من القرآن الكريم أنّ اللَّه تعالى‏ استخدم هذا الاُسلوب بصدد نبوّة بعض الأنبياء ، كما هو الحال بالنسبة إلى‏ نبوّة عيسى‏ لدى الحواريّين ، حيث يقول : (وإذ أوْحَيتُ إلَى الحَوارِيِّينَ أنْ آمِنوا بِي وبِرَسُولي قالوا آمَنّا واشْهَدْ بأنّنا مُسلِمونَ) .۲
2 . المعجزة القوليّة : يختصّ الطريق الأوّل باُولئك النفر الذين استبعدوا حجب المعرفة القلبيّة ، وأمكنهم الارتباط بالمصدر عن طريق القلب بغية أن يتوفّروا على‏ حقائق المعرفة .
غير أنّ الطريق الثاني طريق عامّ ؛ يعني يمكن بواسطة هذا الطريق أن تستعين عامّة الناس الذين ليست لديهم القدرة علَى المعرفة القلبيّة .

1.بحار الأنوار : ۱۸ / ۲۳۴ / ۷۶ .

2.المائدة : ۱۱۱ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
526

3759 - شَهادَةُ اللَّهِ عَلى‏ نُبُوَّتِهِ صلى اللَّه عليه وآله‏

الكتاب :

(لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً) .۱

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى‏ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً) .۲

(قُلْ كَفَى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) .۳

(قُلْ كَفَى‏ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) .۴

(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى‏ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .۵

(قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِاُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى‏ قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) .۶

الحديث :

۱۹۸۲۱.بحار الأنوار عن الكلبي : أتى‏ أهلُ مَكّةَ النّبيَّ صلى اللَّه عليه وآله فقالوا : ما وَجَدَ اللَّهُ رَسولاً غَيرَكَ ؟ ! ما نَرى‏ أحَداً يُصَدِّقُكَ فيما تَقولُ ، ولقد سَألنا عنكَ اليَهودَ والنَّصارى‏ فزَعَموا أنّه لَيسَ لَكَ عِندَهُم ذِكرٌ ، فأرِنا مَن يَشهَدُ أنّكَ رسولُ اللَّهِ كما تَزعُمُ ، فنَزَلَ : (قُلْ أيُّ شَيْ‏ءٍ أكبَرُ شَهادَةً ...)الآية ، وقالوا : العَجَبُ أنّ اللَّهَ تعالى‏ لَم يَجِدْ رَسُولاً يُرسِلُهُ إلَى النّاسِ إلّا يَتيمَ أبي طالبٍ ! فنَزَلَ : (الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكيمِ * أكانَ لِلنّاسِ عَجَباً اِنْ اَوحَينا اِلى‏ رَجُل مِنهُم اَن اِنذِر النّاس...)الآيات‏۷.۸

۱۹۸۲۲.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(قُلْ أيُّ شَيْ‏ءٍ أكْبَرُ شَهادَةً...)-: وذلك أنّ مُشرِكي أهلِ مَكّةَ قالوا : يا محمّدُ ، ما وَجَدَ اللَّهُ رَسولاً يُرسِلُهُ غيرَكَ ؟! ما نَرى‏ أحَداً يُصَدِّقُكَ بالّذي تَقولُ ، وذلكَ في أوّلِ ما دَعاهُم وهُو يَومَئذٍ بمَكّةَ ، قالوا : ولَقد سَألْنا عنكَ اليَهودَ والنّصارى‏ فزَعَموا أنّهُ لَيسَ لَكَ ذِكرٌ عِندَهُم ،

1.النساء : ۱۶۶ .

2.الفتح : ۲۸ .

3.الإسراء : ۹۶ .

4.العنكبوت : ۵۲ .

5.الأحقاف : ۸ .

6.الأنعام : ۱۹ .

7.يونس : ۱ و ۲ .

8.بحار الأنوار : ۱۸ / ۲۳۵ / ۷۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 145934
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي