۲۰۴.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ ۱ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى تَذوقَ الشَّهادَةَ ۲ .
2 / 2
نِياحَةُ نِساءِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عِندَ شُخوصِهِ
۲۰۵.كامل الزيارات عن جابر عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالشُخوصِ عَنِ المَدينَةِ أقبَلَت نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنِّياحَةِ ، حَتّى مَشى فيهِنَّ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ : أنشُدُكُنَّ اللَّهَ أن تُبدينَ هذَا الأَمرَ مَعصِيَةً للَّهِِ ولِرَسولِهِ . ۳فَقالَت لَهُ نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ : فَلِمَن نَستَبقِي النِّياحَةَ وَالبُكاءَ ؟ ! فَهُوَ عِندَنا كَيَومَ ماتَ فيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ ورُقَيَّةُ وزَينَبُ واُمُّ كُلثومٍ ؟ فَنَنشُدُكَ اللَّهَ جَعَلَنَا اللَّهُ فِداكَ مِنَ المَوتِ يا حَبيبَ الأَبرارِ مِن أهلِ القُبورِ .
وأقبَلَت بَعضُ عَمّاتِهِ تَبكي وتَقولُ : أشهَدُ يا حُسَينُ ، لَقَد سَمِعتُ الجِنَّ ناحَت بِنَوحِكَ وهُم يَقولونَ :
فَإِنَّ قَتيلَ الطَّفِّ مِن آلِ هاشِمٍأذَلَّ رِقاباً مِن قُرَيشٍ فَذَلَّتِ
حَبيبُ رَسولِ اللَّه لَم يَكُ فاحِشاًأبانَت مُصيبَتُكَ الاُنوفَ وجَلَّتِ
وقُلنَ أيضاً :
أبكي حُسَيناً سَيِّداًولِقَتلِهِ شابَ الشَّعَرْ
ولِقَتلِهِ زُلزِلتُمُولِقَتلِهِ انكَسَفَ القَمَرْ
وَاحمَرَّت آفاقُ السَّماءِ مِنَ العَشِيَّةِ وَالسَّحَرْ
وتَغَبَّرَت شَمسُ البِلادِ بِهِم وأظلَمَتِ الكُوَرْ۴
ذاكَ ابنُ فاطِمَةَ المُصابُ بِهِ الخَلائِقُ وَالبَشَرْ
أورَثتَنا ذُلّاً بِهِجَدعُ الاُنوفِ مَعَ الغُرَرْ۵
1.الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۶ «وسن») .
2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .
3.إنّ خروج الإمام عليه السلام من المدينة كان على نحو السرّيّة ، ولهذا منع النساء من النياحة؛ لئلّا يُفشى أمرُه .
4.الكُورة : المدينة والصُّقع ، الجمع كُوَر (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۳۰ «كور») .
5.كامل الزيارات : ص ۱۹۵ ح ۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۸ ح ۲۶ .