431
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

وقفة عند الرواية التي تفيد التخطيط لاغتيال ابن زياد

من القضايا التي تستحقّ التأمّل في أحداث الكوفة قبل استشهاد مسلم عليه السلام ، هي موضوع رواية التخطيط لاغتيال ابن زياد . واستناداً إلى الروايات التي مرّت ، فقد طُرح هذا الاقتراح على مسلم من قبل شريك بن الأعور ، أو هاني بن عروة ، أو عمارة بن عبيد ، وقد وافق عليه وتقرّر أن ينفّذ مسلم هذا المخطّط - مع ثلاثين رجلاً مسلحاً - عندما يأتي ابن زياد لعيادة هاني ، أو شريك بن الأعور .
فجاء ابن زياد لعيادة شريك بن الأعور أو هاني ، وهيّأ الأرضية لتنفيذ مخطّط الاغتيال ، ولكنّ مسلماً امتنع في اللحظة الأخيرة عن تنفيذه .
وتختلف الروايات بشأن الإجابة على السؤال حول سبب عدم نجاح مسلم في اغتيال ابن زياد ، حيث تدلّ بعض الروايات على أنّ ابن زياد اكتشف من خلال بعض القرائن مخطّط اغتياله، فغادر المكان من فوره . ۱
وتصرّح بعض الروايات بأن امرأة في دار هاني حالت دون أن يقدم مسلم على الاغتيال . ۲
وتفيد بعض الروايات بأنّ مسلماً قال في‏إجابته على السؤال حول سبب عدم إقدامه على اغتيال ابن زياد أنّ هناك أمرين منعاه من التنفيذ ، أحدهما : أنّ هاني لم يكن يرغب في أن يتمّ ذلك في داره ، والآخر : الحديث الذي نقل عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله :

1.راجع : ص ۴۲۱ ح‏۳۵۲ وص ۴۲۷ ح‏۳۵۹ وص ۴۲۸ ح‏۳۶۱ و ص ۴۲۹ ح ۳۶۲ .

2.راجع : ص‏۴۲۵ ح‏۳۵۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
430

۳۶۳.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد : مَرِضَ شَريكُ بنُ الأَعورِ ، ومُسلِمٌ في مَنزِلِهِ في حَجَلَةٍ ۱ لِشَريكٍ ومَعَهُ السَّيفُ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : إنَّ عُبَيدَ اللَّهِ - يَعني ابنَ زِيادٍ - سَيَأتيني عائِداً السّاعَةَ ، فَإِذا جاءَكَ فَدونَكَ هُوَ . فَجاءَ عُبَيدُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ وسَأَلَهُ ، وخَرَجَ عُبَيدُ اللَّهِ فَلَم يَصنَع مُسلِمٌ شَيئاً .
وتَحَوَّلَ مُسلِمٌ إلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، وبَلَغَ عُبَيدَ اللَّهِ الخَبَرُ ، فَقالَ : وَاللَّهِ لَولا أن تَكونَ سُبَّةً ، لَسَبَبتُ شَريكاً . ۲

1.الحَجَلَةُ : بيتٌ يُزيّن بالثياب والأسِرّة والستور (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۶۷ «حجل») .

2.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 284582
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي