435
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۳۶۵.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر[ الباقر ] عليه السلام : دَعا [ابنُ زِيادٍ ]مَولىً لَهُ فَأَعطاهُ ثَلاثَةَ آلافٍ ، وقالَ لَهُ : اِذهَب حَتّى‏ تَسأَلَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذي يُبايِعُ لَهُ أهلُ الكوفَةِ ، فَأَعلِمهُ أنَّكَ رَجُلٌ مِن أهلِ حِمصَ ، جِئتَ لِهذَا الأَمرِ ، وهذا مالٌ تَدفَعُهُ إلَيهِ لِيَتَقَوّى‏ . فَلَم يَزَل يُتَلَطَّفُ ويُرفَقُ بِهِ حَتّى‏ دُلَّ عَلى‏ شَيخٍ مِن أهلِ الكوفَةِ يَلِي البَيعَةَ ، فَلَقِيَهُ فَأَخبَرَهُ .
فَقالَ لَهُ الشَّيخُ : لَقَد سَرَّني لِقاؤُكَ إيّايَ وقَد ساءَني ، فَأَمّا ما سَرَّني مِن ذلِكَ ، فَما هَداكَ اللَّهُ لَهُ ، وأمّا ما ساءَني ، فَإِنَّ أمرَنا لَم يَستَحكِم بَعدُ ؛ فَأَدخَلَهُ إلَيهِ فَأَخذَ مِنهُ المالَ وبايَعَهُ ، ورَجَعَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ فَأَخبَرَهُ. ۱

۳۶۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : دَعا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ مَعقِلٌ ، فَقالَ : هذِهِ ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، خُذها إلَيكَ وَالتَمِس مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ حَيثُما كانَ بِالكوفَةِ ، فَإِذا عَرَفتَ مَوضِعَهُ ، فَادخُل إلَيهِ ، وأعلِمهُ أنَّكَ مِن شيعَتِهِ وعَلى‏ مَذهَبِهِ ، وَادفَع إلَيهِ هذِهِ الدّراهِمَ ، وقُل لَهُ : اِستَعِن بِها عَلى‏ عَدُوِّكَ ، فَإِنَّكَ إذا دَفَعتَ إلَيهِ هذِهِ الدَّراهِمَ وَثِقَ بِكَ ، وَاطمَأَنَّ إلَيكَ ، ولَم يَكتُمكَ مِن أمرِهِ شَيئاً ، ثُمَّ اغدُ عَلَيَّ بِالأَخبارِ عَنهُ .
فَأَقبَلَ مَعقِلٌ حَتّى‏ دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَنَظَرَ إلى‏ رَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ يُقالُ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ ، فَجَلَسَ إلَيهِ ثُمَّ قالَ لَهُ : يا عَبدَ اللَّهِ ، إنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، غَيرَ أنّي اُحِبُّ أهلَ هذَا البَيتِ ، واُحِبُّ مَن يُحِبُّهُم ، ومَعي ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، أحبَبتُ أن أدفَعَها إلى‏ رَجُلٍ بَلَغَني أنَّهُ قَد قَدِمَ إلى‏ بَلَدِكُم هذا يَأخُذُ البَيعَةَ لاِبنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَإِن رَأَيتَ أن تَدُلَّني عَلَيهِ حَتّى‏ أدفَعَ هذَا المالَ إلَيهِ واُبايِعَهُ ، وإن شِئتَ فَخُذ بَيعَتي لَهُ قَبلَ أن تَدُلَّني عَلَيهِ .
فَظَنَّ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ أنَّ القَولَ عَلى‏ ما يَقولُهُ ، فَأَخَذَ عَلَيهِ الأَيمانَ وَالعُهودَ أنَّهُ ناصِحٌ ، وأنَّهُ يَكونُ مَعَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَأَعطاهُ مَعقِلٌ مِنَ العُهودِ ماوَثِقَ بِها مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ ؛ ثُمَّ قالَ لَهُ : اِنصَرِف عَنّي الآنَ يَومي هذا حَتّى‏ أنظُرَ في ذلِكَ . فَانصَرَفَ عَنهُ ... .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أقبَلَ مَعقِلٌ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ ، فَقالَ لَهُ : إنَّكَ قَد كُنتَ وَعَدتَني أن تُدخِلَني عَلى‏ هذَا الرَّجُلِ فَأَدفَعَ إلَيهِ هذَا المالَ ، فَمَا الَّذي بَدا لَكَ مِن ذلِكَ ؟ فَقالَ لَهُ : إنّا اشتَغَلنا بِمَوتِ هذَا الرَّجُلِ شَريكِ بنِ عَبدِ اللَّهِ ، وقَد كانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ ، ويَتَوَلّى‏ أهلَ هذَا البَيتِ . فَقالَ لَهُ مَعقِلٌ : ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؟ فَقالَ لَهُ : نَعَم ، هُوَ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ ؛ فَقالَ مَعقِلٌ : قُم بِنا إلَيهِ حَتّى‏ أدفَعَ لَهُ هذَا المالَ . فَأَخَذَ بِيَدِهِ وأدخَلَهُ عَلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَرَحَّبَ بِهِ مُسلِمٌ وأدناهُ ، وأخَذَ بَيعَتَهُ وأمَرَ أن يُقبَضَ ما مَعَهُ مِنَ المالِ .
وأقامَ مَعقِلٌ في مَنزِلِ هانِي بنِ عُروَةَ يَومَهُ ، حَتّى‏ إذا أمسَى انصَرَفَ إلى‏ ابنِ زِيادٍ ، فَأَخبَرَهُ بِأَمرِ مُسلِمٍ ، فَبَقِيَ ابنُ زِيادٍ مُتَعَجِّباً ، وقالَ لِمَعقِلٍ : اُنظُر أن تَختَلِفَ إلى‏ مُسلِمٍ في كُلِّ يَومٍ ولا تَنقَطِع عَنهُ ، فَإِنَّكَ إن قَطَعتَهُ استَرابَكَ ، وتَنَحّى‏ عَن مَنزِلِ هاني إلى‏ مَنزِلٍ آخَرَ ، فَأَلقى‏ في طَلَبِهِ عَناءً. ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۳۲ .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۱ ، الفتوح : ج ۵ ص ۴۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
434

4 / 14

بَثُّ العُيونِ والأَموالِ لِمَعرِفَةِ مَكانِ مُسلِمٍ‏

۳۶۴.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك : دَعا ابنُ زِيادٍ مَولىً يُقالُ لَهُ مَعقِلٌ ، فَقالَ لَهُ : خُذ ثَلاثَةَ آلافِ دِرهَمٍ ، ثُمَّ اطلُب مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، وَاطلُب لَنا أصحابَهُ ، ثُمَّ أعطِهِم هذِهِ الثَّلاثَةَ آلافٍ ، فَقُل لَهُم : اِستَعينوا بِها عَلى‏ حَربِ عَدُوِّكُم ، وأعلِمهُم أنَّكَ مِنهُم ؛ فَإِنَّكَ لَو قَد أعطَيتَها إيّاهُمُ اطمَأَنّوا إلَيكَ ، ووَثِقوا بِكَ ، ولَم يَكتُموك شَيئاً مِن أخبارِهِم ، ثُمَّ اغدُ عَلَيهِم ورُح .
فَفَعَلَ ذلِكَ ، فَجاءَ حَتّى‏ أتى‏ إلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأَسَدِيِّ - مِن بَني سَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ - فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ وهُوَ يُصَلّي ، وسَمِعَ النّاسَ يَقولونَ : إنَّ هذا يُبايِعُ لِلحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَ فَجَلَسَ حَتّى‏ فَرَغَ مِن صَلاتِهِ .
ثُمَّ قالَ : يا عَبدَ اللَّهِ ، إنِّي امرُؤٌ مِن أهلِ الشّامِ ، مَولى‏ لِذِي الكِلاعِ ، أنعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِحُبِّ أهلِ هذَا البَيتِ ، وحُبِّ مَن أحَبَّهُم ، فَهذِهِ ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، أرَدتُ بِها لِقاءَ رَجُلٍ مِنهُم بَلَغَني أنَّهُ قَدِمَ الكوفَةَ ، يُبايِعُ لِابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وكُنتُ اُريدُ لِقاءَهُ فَلَم أجِد أحَداً يَدُلُّني عَلَيهِ ، ولا يَعرِفُ مَكانَهُ ، فَإِنّي لَجالِسٌ آنِفاً فِي المَسجِدِ ؛ إذ سَمِعتُ نَفَراً مِنَ المُسلِمينَ يَقولونَ : هذا رَجُلٌ لَهُ عِلمٌ بِأَهلِ هذَا البَيتِ ، وإنّي أتَيتُكَ لِتَقبِضَ هذَا المالَ ، وتُدخِلَني عَلى‏ صاحِبِكَ فَاُبايِعَهُ ، وإن شِئتَ أخَذتَ بَيعَتي لَهُ قَبلَ لِقائِهِ .
فَقالَ : اِحمَدِ اللَّهَ عَلى‏ لِقائِكَ إيّايَ ، فَقَد سَرَّني ذلِكَ لِتَنالَ ما تُحِبُّ ، ولِينصُرَ اللَّهُ بِكَ أهلَ بَيتِ نَبِيِّهِ ، ولَقَد ساءَني مَعرِفَتُكَ إيّايَ بِهذَا الأَمرِ مِن قَبلِ أن يَنمى‏ ۱ ، مَخافَةَ هذَا الطّاغِيَةِ وسَطوَتِهِ .
فَأَخَذَ بَيعَتَهُ قَبلَ أن يَبرَحَ ، وأخَذَ عَلَيهِ المَواثيقَ المُغَلَّظَةَ ، لَيُناصِحَنَّ ولَيَكتُمَنَّ ، فَأَعطاهُ مِن ذلِكَ ما رَضِيَ بِهِ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : اِختَلِف إلَيَّ أيّاماً في مَنزِلي ، فَأَنَا طالِبٌ لَكَ الإِذنَ عَلى‏ صاحِبِكَ . فَأَخَذَ يَختَلِفُ مَعَ النّاسِ ، فَطَلَبَ لَهُ الإِذنَ ... .
ثُمَّ إنَّ مَعقِلاً - مَولَى ابنِ زِيادٍ الَّذي دَسَّهُ بِالمالِ إلَى ابنِ عَقيلٍ وأصحابِهِ - اختَلَفَ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ أيّاماً ، لِيُدخِلَهُ عَلَى ابنِ عَقيلٍ ، فَأَقبَلَ بِهِ حَتّى‏ أدخَلَهُ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِ شَريكِ بنِ الأَعوَرِ ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُ كُلَّهُ ، فَأَخَذَ ابنُ عَقيلٍ بَيعَتَهُ ، وأمَرَ أبا ثُمامَةَ الصائِدِيَّ فَقَبَضَ مالَهُ الَّذي جاءَ بِهِ .
وهُوَ [أي أبو ثُمامَةَ] الَّذي كانَ يَقبِضُ أموالَهُم ، وما يُعينُ بِهِ بَعضُهُم بَعضاً ، يَشتَري لَهُمُ السِّلاحَ ، وكانَ بِهِ بَصيراً ، وكانَ مِن فُرسانِ العَرَبِ ووُجوهِ الشّيعَةِ .
وأقبَلَ ذلِكَ الرَّجُلُ يَختَلِفُ إلَيهِم ، فَهُوَ أوَّلُ داخِلٍ وآخِرُ خارِجٍ ، يَسمَعُ أخبارَهُم ويَعلَمُ أسرارَهُم ، ثُمَّ يَنطَلِقُ بِها حَتّى‏ يَقِرَّها في اُذُنِ ابنِ زِيادٍ. ۲

1.نمى‏ : زاد وكثر ، ونمى‏ الماء : طَما وارتفع (تاج العروس : ج ۲ ص ۲۶۴ «نمى») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۷ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۰ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۵ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۴۳۹ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۲ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۶ ومروج الذهب : ج ۳ ص ۶۷ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 286871
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي