517
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۹۳.الفتوح : أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ و هانِئِ بنِ عُروَةَ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ - فَصُلِبا جَميعاً مُنَكَّسَينَ ، وعَزَمَ أن يُوَجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ... .
ثُمَّ كَتَبَ ابنُ زِيادٍ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِعَبدِ اللَّهِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ أميرِ المُؤمِنينَ ، مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أخَذَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ بِحَقِّهِ ، وكَفاهُ مَؤونَةَ عَدُوِّهِ ، اُخبِرُ أميرَ المُؤمِنينَ - أيَّدَهُ اللَّهُ - أنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ الشّاقَّ لِلعَصا ، قَدِمَ إلَى الكوفَةِ ، ونَزَلَ في دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ المَذحِجِيِّ ، وإنّي جَعَلتُ عَلَيهِمَا العُيونَ حَتّى‏ استَخرَجتُهُما ، فَأَمكَنَنِي اللَّهُ مِنهُما بَعدَ حَربٍ ومُناقَشَةٍ ، فَقَدَّمتُهُما فَضَرَبتُ أعناقَهُما ، وقَد بَعَثتُ بِرَأسَيهِما مَعَ هانِئِ بنِ أبي حَيَّةَ الوادِعِيِّ ، وَالزُّبَيرِ بنِ الأَروَحِ التَّميمِيِّ ، وهُما مِن أهلِ الطّاعَةِ وَالسُّنَّةِ وَالجَماعَةِ ، فَليَسأَلهُما أميرُ المُؤمِنينَ عَمّا أحَبَّ ۱ ، فَإِنَّهُما ذَوا عَقلٍ وفَهمٍ وصِدقٍ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ وَالرَّأسانِ جَميعاً إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، قَرَأَ الكِتابَ ، وأمَرَ بِالرَّأسَينِ فَنُصِبا عَلى‏ بابِ مَدينَةِ دِمَشقَ . ۲

1.في المصدر : «عمّا تحب» ، والصواب ما أثبتناه ، كما في هامش الكتاب نقلاً عن الطبري .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۵ نحوه وفيه «هانئ بن حيّة الوداعي» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
516

راجع : ص 420 (ما روي في التخطيط لاغتيال ابن زياد)
و ص 34 (بَثّ العيون والأموال لمعرفة مكان مسلم)
و ص 450 (محاصرة مسلم وأصحابه قصر ابن زياد)
و ص 451 (القتال بين مسلم وقوّات ابن زياد وجرح مسلم)
و ص 516 (بعث ابن زياد رأسي مسلم وهانئ إلى يزيد)
و ص 648 (الفصل السابع / خبر شهادة مسلم بن عقيل) .

4 / 37

بَعثُ ابنِ زِيادٍ رَأسَي مُسلِمٍ و هانِئٍ إلى‏ يَزيدَ

۴۹۲.تاريخ الطبري عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي : إنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ لَمّا قَتَلَ مُسلِماً وهانِئاً ، بَعَثَ بِرُؤوسِهِما مَعَ هانِئِ بنِ أبي حَيَّةَ الوادِعِيِّ ، وَالزُّبيرِ بنِ الأَروَحِ التَّميمِيِّ ، إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وأمَرَ كاتِبَهُ عَمرَو بنَ نافِعٍ أن يَكتُبَ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ بِما كانَ مِن مُسلِمٍ وهانِئٍ ، فَكَتَبَ إلَيهِ كِتاباً أطالَ فيهِ - وكانَ أوَّلَ مَن أطالَ فِي الكُتُبِ - فَلَمّا نَظَرَ فيهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ كَرِهَهُ ، وقالَ : ما هذَا التَّطويلُ ، وهذِهِ الفُضولُ ؟ اُكتُب :
أمّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أخَذَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ بِحَقِّهِ ، وكَفاهُ مُؤنَةَ عَدُوِّهِ ، اُخبِرُ أميرَ المُؤمِنينَ - أكرَمَهُ اللَّهُ - أنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ لَجَأَ إلى‏ دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ، وأنّي جَعَلتُ عَلَيهِمَا العُيونَ ، ودَسَستُ إلَيهِمَا الرِّجالَ ، وكِدتُهُما ۱ حَتَّى استَخرَجتُهُما ، وأمكَنَ اللَّهُ مِنهُما ، فَقَدَّمتُهُما فَضَرَبتُ أعناقَهُما . وقَد بَعَثتُ إلَيكَ بِرُؤوسِهِما مَعَ هانِئِ بنِ أبي حَيَّةَ الهَمدانِيِّ ، وَالزُّبَيرِ بنِ الأَروَحِ التَّميمِيِّ ، وهُما مِن أهلِ السَّمعِ وَالطّاعَةِ وَالنَّصيحَةِ ، فَليَسأَلهُما أميرُ المُؤمِنينَ عَمّا أحَبَّ مِن أمرٍ ، فَإِنَّ عِندَهُما عِلماً وصِدقاً ، وفَهماً ووَرَعاً ، وَالسَّلامُ. ۲

1.الكَيْدُ : الاحتيال والاجتهاد (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۸۳ «كيد») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۸ ص ۳۰۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۹ وراجع: أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۲ والثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۹ والطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۲ والأخبار الطوال : ص ۲۴۲ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۵ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ ومثير الأحزان : ص ۳۸ والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ج ۱ ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 284634
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي