677
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۷۲۱.الفتوح : أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِن وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ۱ ... فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : فَسِر بِنا حَتّى‏ نَصيرَ بِكَربَلاءَ ؛ فَإِنَّها عَلى‏ شاطِئِ الفُراتِ فَنَكونَ هُنالِكَ ، فَإِن قاتَلونا قاتَلناهُم وَاستَعَنّا بِاللَّهِ عَلَيهِم .
قالَ : فَدَمِعَت عَينا الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : اللَّهُمَّ ، ثُمَّ اللَّهُمَّ ، إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَربِ وَالبَلاءِ .
قالَ : ونَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام في مَوضِعِهِ ذلِكَ ، ونَزَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ حِذاءَهُ في ألفِ فارِسٍ ، ودَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِدَواةٍ وبَياضٍ ، وكَتَبَ إلى‏ أشرافِ الكوفَةِ مِمَّن كانَ يَظُنَّ أنَّهُ عَلى‏ رَأيِهِ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نُجبَةَ ، ورَفاعَةَ بنِ شَدّادٍ ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ والٍ ، وجَماعَةِ المُؤمِنينَ .
أمّا بَعدُ ، فَقَد عَلِمتُم أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَد قالَ في حَياتِهِ : «مَن رَأى‏ سُلطاناً جائِراً ، مُستَحِلّاً لِحَرامٍ ، أو تارِكاً لِعَهدِ اللَّهِ ومُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَعَمِلَ في عِبادِ اللَّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ ، ثُمَّ لَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِقَولٍ ولا فِعلٍ ، كانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ» .
وقَد عَلِمتُم أنَّ هؤُلاءِ لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَوَلَّوا عَن طاعَةِ الرَّحمنِ ، وأظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَي‏ءِ ، وأحَلّوا حَرامَ اللَّهِ ، وحَرَّموا حَلالَهُ ، وأنَا أحَقُّ مِن غَيري بِهذَا الأَمرِ ؛ لِقَرابَتي مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وقَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم أنَّكُم لا تَخذُلونّي ، فَإِن وَفَيتُم لي بِبَيعَتِكُم فَقَدِ استَوفَيتُم حَقَّكُم وحَظَّكُم ورُشدَكُم ، ونَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي ووُلدي مَعَ أهاليكُم وأولادِكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ .
وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ومَواثيقَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتَكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ مِنكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وابنِ عَمّي ، هَلِ المَغرورُ إلّا مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَإِنَّما حَقَّكُم أخطَأتُم ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلى‏ نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللَّهُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ طَوى‏ الكِتابَ وخَتَمَهُ ، ودَفَعَهُ إلى‏ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ ، وأمَرَهُ أن يَسيرَ إلَى الكوفَةِ . ۲

1.وكما يلاحظ فإنّ الفتوح أورد ما ذكره الطبري بعنوان : خطبة الإمام في منزل البيضة ، على أنّه كتاب الإمام الذي بعثه إلى أشراف الكوفة قريباً من عذيب الهجانات .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۸۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
676

7 / 29

خُطْبَةُ الإِمامِ عليه السلام في أَصحابِهِ وأصحابِ الحُرِّ في بَيضَةَ ۱

۷۲۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبَيضَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قالَ : «مَن رَأى‏ سُلطاناً جائِراً ، مُستَحِلّاً لِحُرَم اللَّهِ ، ناكِثاً لِعَهدِ اللَّهِ ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسولِ اللَّهِ ، يَعمَلُ في عِبادِ اللَّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ ، كانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ» .
ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ ، وأظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَي‏ءِ ، وأحَلّوا حَرامَ اللَّهِ ، وحَرَّموا حَلالَهُ ، وأنا أحَقُّ مَن غَيَّرَ .
قَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمونّي ولا تَخذُلونّي ، فَإِن تَمَّمتُم عَلى‏ بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم ، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي مَعَ أهليكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ ، وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عمّي مُسلِمٍ ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَحَظَّكُم أخطَأتُم ، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ ۲ فَإِنّما يَنكُثُ عَلى‏ نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللَّهُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ۳ . ۴

1.البَيَضةُ : ماء بين واقصة إلى العُذيب متّصلة بالحَزَن لبني يربوع (معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۳۲) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.النَّكْثُ : نقضُ العهد (النهاية : ج‏۵ ص‏۱۱۴ «نكث») .

3.فيما يرتبط بخطب الإمام الحسين عليه السلام ، فإنّ ثمّة اختلاف يلاحظ أحياناً في مكان إلقائها أو المخاطبين بها . كما يوجد ثمّة تلفيق بين بعض المقاطع فيها أو التغيير لمواضعها . وفي الوقت الذي نحاول فيه الاقتصار في حالات الاختلاف في نقل الحادثة على موضع الحاجة خاصّة، فإنّا نعتمد في ترتيب الحوادث ما يذكره الطبري قدر المستطاع .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۲ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 284650
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي