۷۳۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ولَقِيَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ الحُرِّ الجُعفِيُّ حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام فَدَعاهُ حُسَينٌ عليه السلام إلى نُصرَتِهِ وَالقِتالِ مَعَهُ فَأَبى ، وقالَ : قَد أعيَيتُ أباكَ قَبلَكَ .
قالَ : فَإِذا أبَيتَ أن تَفعَلَ فَلا تَسمَعِ الصَّيحَةَ عَلَينا ؛ فَوَاللَّهِ لا يَسمَعُها أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا فَيَرى بَعدَها خَيراً أبَداً .
قالَ عُبَيدُ اللَّهِ : فَوَاللَّهِ لَهِبتُ كَلِمَتَهُ تِلكَ ، فَخَرَجتُ هارِباً مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، مَخافَةَ أن يُوَجِّهَني إلَيهِ ، فَلَم أزَل فِي الخَوفِ حَتَّى انقَضَى الأَمرُ .
فَنَدِمَ عُبَيدُ اللَّهِ عَلى تَركِهِ نُصرَةَ حُسَينٍ عليه السلام ، فَقالَ :
يَقولُ أميرٌ غادِرٌ حَقَّ غادِرِألا كُنتَ قاتَلتَ الشَّهيدَ ابنَ فاطِمَه
ونَفسي عَلى خِذلانِهِ وَاعتِزالِهِوبَيعَةِ هذَا النّاكِثِ العَهدِ لائِمَه
فَيا نَدَماً ألّا أكونَ نَصَرتُهُألا كُلُّ نَفسٍ لا تُسَدَّدُ نادِمَه .۱
7 / 31 - 2
اِستِنصارُهُ بعَمرِو بنِ قَيسٍ المَشرِقِيِّ ۲
۷۳۱.ثواب الأعمال عن عمرو بن قيس المشرقيّ : دَخَلتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام أنا وابنُ عَمٍّ لي - وهُوَ في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ - فَسَلَّمنا عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عَمّي : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، هذَا الَّذي أرى خِضابٌ أو شَعرُكَ ؟ فَقالَ : خِضابٌ ، وَالشَّيبُ إلَينا بَني هاشِمٍ يَعجَلُ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا فَقالَ : جِئتُما لِنُصرَتي ؟ فَقُلتُ : إنّي رَجُلٌ كَبيرُ السِّنِّ كَثيرُ الدَّينِ كَثيرُ العِيالِ ، وفي يَدي بَضائِعُ لِلنّاسِ ولا أدري ما يَكونُ ، وأكرَهُ أن اُضَيِّعَ أمانَتي ، وقالَ لَهُ ابنُ عَمّي مِثلَ ذلِكَ .
قالَ لَنا : فَانطَلِقا فَلا تَسمَعا لي واعِيَةً ، ولا تَرَيا لي سَواداً ، فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أو رَأى سَوادَنا فَلَم يُجِبنا ولَم يُغثِنا ، كانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عزّ وجلّ أن يَكُبَّهُ عَلى مَنخِرَيهِ فِي النّارِ . ۳
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۵۱۳ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۰ كلاهما نحوه .
2.عمرو بن قيس المشرقي ، لم نعثر على معلومات كافية عنه ، ذكره البرقي والطوسي في أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام . دعاه الحسين عليه السلام لنصرته فاعتذر إليه ببضائع كانت معه يريد إيصالها . اكتفى العلّامة وابن داوود الحلّيان بذمّه وذكراه في القسم الثاني من كتابيهما، وذكرا كلاماً جرى بينهما يشتمل على ما في المتن (راجع : ثواب الأعمال: ص ۳۰۹ ورجال الطوسي : ص ۹۵ و ص۱۰۲ ورجال البرقي: ص ۸ والتحرير الطاووسي : ص ۱۹۰ ورجال ابن داود : ص ۲۶۴ الرقم ۳۷۴ وخلاصة الأقوال: ص ۳۷۷) .
3.ثواب الأعمال : ص ۳۰۹ ح ۱ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۳۰ ح ۱۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۴ ح ۱۲ .