القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - الصفحه 96

ثمّ تنزّل عن ذلك أيضاً ودعاهم إلى الإتيان بسورةٍ مثله فقط : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)۱.
وهناك آيات اُخر تتحدّاهم إلى ذلك ، ولكن العرب - وفيهم نوابغ في الفصاحة والبلاغة - عجزوا عن الإتيان بمثل سورةٍ ولو قصيرة .
وبعد ذلك اجتهدوا في إطفاء نور اللَّه بإضرام نار الحرب بعد الحرب ، وإثارتهم الحروب دليلٌ واضحٌ على عجزهم عن المعارضة باللسان ، وإلّا؛ لما احتاجوا إلى المنازعة بالسِنان ، فهذا اعترافٌ منهم بأنّهم كانوا عاجزين عن المجادلة بالكلام ، فآثروا المقاتلة بالسيوف والسهام .
فالقرآن هو أساس الإسلام، وأَحَدُ الثقلين اللذين خلّفهما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في الاُمّة بعده لتحقيق هدايتهم ما إن تمسّكوا بهما .
ونظراً إلى هذه الأهميّة العظمى ، التي يتمتّع بها القرآن ، ولفشلهم عن معارضته، حاولوا منذُ أوّل يومٍ أن يحطّوا من قدره ، فهم يشنّعون عليه ، ويستخفّون به بعناوين شتّى ، تافهة :
مثلاً؛ يدّعون : أنّ ما في القرآن من الحقائق المتينة ، والمعارف السامية ، أخذها النبيّ صلى الله عليه وآله من اليهود أو النصارى !
ويقولون : إنّ هناك تناقضاتٍ في القرآن ! !
ويكتبون : إنّ تعاليم القرآن الأخلاقيّة أدنى درجةً من تعاليم الإنجيل ! ! !
وكلّ هذه دعاوى مجرّدةٌ عن الدليل أو البيّنة ، والمسلمون فنّدوا جميع هذه الأراجيف بما لا مزيد عليه .
وإذا تأمّلنا كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع زنديقٍ حول القرآن

1.سورة يونس : الآية ۳۸

الصفحه من 122