أربعون حديثاً في فضائل أميرالمؤمنين - الصفحه 141

ونجدتي وسطوتي ، وأنا من بيت وأمهم من بيت وأنا لا يروعني أحد في الحرب من شجاعتي ، وقد بقيت حائراً يا علي . يا أبا الحسن اكشف هذه الغمة والأُمور العظام ، وهذه عظيمة لا أجد أعظم منها:
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما تقولين يا هذه فيما يقول أبوك؟
فقالت : أما قول أبي عاتق فقد صدق ، وقد صدق أيضاً فيما قال : إنّي حامل ، فواللّه يا مولاي ما أعلم من نفسي جناية أبداً ، يا أمير المؤمنين فرّج عني غمّتي وكربتي ، يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين.
فصعد المنبر وقال : اللّه اكبر اللّه اكبر ، جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً .ثم قال عليه السلام : علىَّ بداية الكوفة ، فجاءت امراة يقال لها لبناء ۱ وكانت قابلة نساء أهل الكوفة ، فقال لها صلى الله عليه و آله ۲ : يا داية اضربي بينك وبين الناس حجاباً وانظرى هذه الجارية عاتق هي ففعلت ما أمرها عليّ فقالت : إنّها عاتق حامل.
فقال لأبيها : يا أبا الفضل المقطّب ألست من قرية يقال لها اسعار من أعمال الشام في طريق بايناس؟
فقال : بلى يا أمير المؤمنين.
فقال : هل فيكم أحد يقدر على قطعة من الثلج؟
فقال الشيخ : الثلج في بلادنا كثير .
فقال أمير المؤمنين : بيننا وبين بلدكم مائتين وخمسين فرسخا .
قال : نعم يا امير المؤمنين.
قال عمار بن ياسر رضى الله عنه : فمدّ علي عليه السلام يده وهو على منبر جامع الكوفة ثم ردّها وفيها قطعة ثلج ، ثمّ قال للداية الكوفية : ضعي هذه القطعة الثلج ممّا يلى فرج

1.في المصادر الأُخر : «حولاء» و «لبنة».

2.في «أ» : هنا زيادة «قال».

الصفحه من 163