غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) بين النصوص و النقود - الصفحه 11

والتشنيع عليهم ليحذرهم المسلمون فلايركنوا إليهم ، ولايتعلّموا من أحاديثهم .
ولعلّ المراد من الغيبة غيبة الإمام المنتظر عجّل الله فرجه الشريف; فإنّها عظيمة على القلوب ، يثقل ۱ التصديق بها على غير الراسخين ; ولذا جعل الإيمان بها من صفات المتّقين في قوله تعالى : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .
وقال موسى بن جعفر لأخيه(عليهم السلام) : «إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم ـ إلى أن قال : ـ قلت: ياسيّدي مَن الخامس مِن وُلد السابع؟
فقال: عقولكم تصغرُ عن هذا ، وأحلامكم تضيقُ عن حمله» ۲  .
ثمّ إذا كان الأمر في الغيبة قبل وقوعها كذلك ، فلامحالة إذا وقعتْ وطال أمدُها وحدثتْ فيها الفتن والأحداث وزادت الحيرةُ والاختلافُ ; فالإيمان بها يكون أصعبَ ، و يصبح التديّن بها والثبات عليها أثقل; وقد جاء عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)في حديث ابن عبّاس ، قال: «عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) إمام أُمّتي وخليفتي عليهم بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر ; الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلا كما ملئتْ ظلماً وجوراً ، والذي بعثني بالحقّ ! إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأقلُّ من الكبريت الأحمر» .
فقام إليه جابر بن عبدالله ; فقال: يارسول الله (صلى الله عليه وآله) وللقائم من ولدك غيبة؟
فقال: «إيْ وربّي ! وليمحّصنّ الله الذين آمنوا ويمحقّ الكافرين ، ياجابر ! إنّ هذا الأمر من أمر الله ، وسترٌ من ستر الله ، مطويٌّ عن عباده ، فإيّاك والشكّ في

1.ولعلّه إلى هذا أشار الباقر(عليه السلام) بقوله : إنّ حديثكم هذا تشمئزّ منه قلوب الرجال ، فمن أقرّ به فزيدوه ، ومن أنكره فذروه ، وإنّه لابدّ أن تكون فتنةٌ يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة حتّى يسقط فيها من يشقّ الشعر بشعرتين ، الكافي باب التمحيص من كتاب الحجّة ، وبصائر الدرجات (ص۲۳) وغيبة النعماني (ص۲۰۲) عن الكليني .

2.بحار الأنوار (ج۵۱) .

الصفحه من 37