المراشح - الصفحه 298

عبداللّه بن جعفر الحميري والحكم بن مسكين من القوي على المعنى الأول .

المرشح الثاني

[في مصطلح الجمهور في معنى الصحيح]

الجمهور ۱ اعتبروا في حد الصحيح سلامته عن الشذوذ والعلة وكونه مروي مَن يكون مع العدالة ضابطا ، وأصحابنا أسقطوا ذلك عن الاعتبار وهو الحق ؛ لأنهم يفسرون الشذوذ بكون الذي يرويه الثقة مخالفا لمروي الناس ، وذلك حال المتن بحسب نفسه والعلة بأسباب خفية غامضه قادحة يستخرجها الماهر في الفن ، فإن كانت بنفس المتن فخارجة عن البحث ، وإن كانت بالسند كالإرسال والقطع مثلاً في ما يكون في ظاهر الاتصال أو الجرح فيمن ظاهره العدالة ـ من دون أن يكون مستندا إلى حجة قاطعة بل إلى قرائن تورث الظن أو الشك ـ فقيد الاتصال والعدالة يغنيان عن ذلك ، وإلاّ فليست بقادحه ضائرة في الصحة المستندة إلى أسبابها الحاصلة .
وأما الضبط وهو كون الراوي متحفظا ۲ متيقِّظا ۳ غير مغفَّل ولا شاكّ ولا ساهٍ في حالتي التحمل والأداء فداخل في الثقه ، وهم يتوسعون في العدل بحيث يشمل المخالف ما لم يبلغ خلافه حد الكفر والمبتدعَ ما لم يكن يروي ما يقوّي بدعته ، ويكتفون في العدالة بعدم ظهور الفسق والبناء على ظاهر حال المسلم على خلاف الأمر عندنا ، فاتّسعت عندهم دائرة الصحة .
قال بعض الأصحاب ۴ :

1.المراد من الجمهور جمهور العامة كابن الصلاح والنواوي وابن جماعة والطيّبي وغيرهم كما في الرواشح ، ص ۴۲ .

2.في الأصل المخطوط : متحفضا .

3.في المخطوطة : متيقّضاً ـ بالضاد ـ ، وهو غلط .

4.عبارة الرواشح (ص۴۳) هكذا : قال بعض الشهداء من أصحابنا المتأخرين في شرح بداية الدراية : والخلاف . . إلى آخر ما جاء في المتن . أقول : الشهيد هو الشيخ السعيد زين الدين علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقيالدين بن صالح بن شرف الجبعي العاملي الشامي الشهير بالشهيد الثاني صاحب المؤلفات القيِّمة ، المستشهد سنة ۹۶۶ . وله شرح بداية الدراية ـ كما أن المتن له أيضاً ـ فرغ منه سنة ۹۵۹ ؛ نصّ على ذلك كله العلامة الطهراني في الذريعة ، ج ۱۳ ، ص ۱۲۴ برقم ۳۹۸ .

الصفحه من 348