ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 43

يَشْوِي وجْهَهُ وَيَسْلُخُ جِلْدَهُ ، وَتَضْرِبُهُ زِبْنِيَةٌ ۱ بِمَقْمَعِ حَدِيدٍ ، وَيَعُودُ جِلْدُهُ بَعْدَ نُضْجِهِ كَجِلْدٍ جَدِيدٍ ، يَسْتَغِيثُ فَتُعْرِضُ عَنْهُ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ ، وَيَسْتَصْرِخُ فَيَثْبُتُ حُقْبَةً لاَ يَرِيمُ ۲ ، فَيَنْدَمُ حِينَ لاَ يَنْفَعُهُ نَدَمٌ .
نَعُوذُ بِرَبٍّ قَدِيرٍ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَصِيرٍ ، وَنَسْأَلُهُ عَفْوَ مَنْ رَضِيَ عَنْهُ ، وَمَغْفِرَةَ مَنْ قَبِلَ مِنْهُ ، وَهُوَ وَلِيُّ مَسْأَلَتِي وَمُنْجِحُ طَلِبَتِي .
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ تَعْذِيبِ رَبِّهِ ، وَجُعِلَ فِي جَنَّتِهِ بِقُرْبِهِ ، وَخُلِّدَ فِي قُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ ، وَمُلْكِ حُورٍ عِينٍ وَحَفَدَةٍ ، وَطِيفَ عَلَيْهِ بِكُؤُوسٍ ، وَسَكَنَ حَظِيرَةَ فِرْدَوْسٍ ، وَتَقَلَّبَ فِي نَعِيمٍ ، وَسُقِيَ مِنْ تَسْنِيمٍ ، مِنْ عَيْنِ سَلْسَبِيلٍ ، مَمْزُوجٍ بِزَنْجَبِيلٍ ، مُخَتَّمٍ بِمِسْكٍ وَعَبِيرٍ ، وَمُسْتَغْنِمٍ لِلْمُلْكِ ، مُسْتَشْعِرٍ لِلسُّرُورِ ، وَيَشْرَبُ مِنْ خُمُورٍ ، مُغْدِقٌ فِي شُرْبِهِ وَلَيْسَ يُنْزَفُ .
وَهَذِهِ مَنْزِلَةُ مَنْ خَشِيَ رَبَّهُ وَجَذَرَ نَفْسَهُ ، وَتِلْكَ عُقُوبَةُ مَنْ عَصَى مُنْشِئَهُ وَسَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ مَعْصِيَتَهُ .
لَهُ قَوْلٌ فَصْلٌ ، وَحُكْمٌ عَدْلٌ ، خَيْرَ قَصَصٍ قَصَّ وَمَوْعِظٍ نَصَّ ، تَنْزِيلٌ مِنْ عَزِيزٍ حَمِيدٍ ، نَزَلَ بِهِ رُوحُ قُدْسٍ مُبِينٌ ، عَلَى قَلْبِ نَبِيٍّ مُهْتَدٍ رَشِيدٍ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ رُسُلٌ سَفَرَةٌ ، مُكَرَّمُونَ بَرَرَةٌ . /289/
وَعُذْتُ بِرَبٍّ رَحِيمٍ ، مِنْ شَرِّ عَدُوٍّ لَعِينٍ رَجِيمٍ . لِيَتَضَرَّعْ مُتَضَرِّعُكُمْ ، وَيَبْتَهِلُ مُبْتَهِلُكُم ، وَيَسْتَغْفِرُ رَبَّ كُلِّ مَرْبُوبٍ لِي وَلَكُمْ .
تَمَّتْ وَالْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن

۰.أَخْبَرَنَا ۳ الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُوالْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنِ يَحْيَى بْنِ نَاقَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمنِ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَطِيْطٍ ۴ الأَسَدِيُّ الْفَقِيهُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمنِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَزِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُقْبِلٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِلالٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مَرْوَانَ الأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رحمه الله يَقُولُ : كَانَ ۵ وَاللّهِ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يُشْبِهُ الْقَمَرَ الْبَاهِرَ ، وَالأَسَدَ الخَادِرَ ، وَالْفُراتَ الزَّاخِرَ ، وَالرَّبِيعَ الْبَاكِرَ . فَأَشْبَهَ مِنَ الْقَمَرِ ضَوْءَهُ [وَبَهاءَهُ ۶ ] ، وَأَشْبَهَ مِنَ الأَسَدِ شَجَاعَتَهُ وَمَضَاءَهُ ، وَأَشْبَهَ مِنَ الْفُرَاتِ جُودَهُ وَسَخَاءَهُ ، وَأَشْبَهَ مِنَ الرَّبِيعِ خِصْبَهُ وَجَناءَهُ .

۰.قَالَ : وَمِنْ كَلاَمِهِ عليه السلام ۷ : مَنْ خَسِرَ مُرُوءَتَهُ ضَعُفَ يَقِينُهُ ، وَأزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ ، وَالشَّرَهُ جَرَّارُ الْخَطَرِ ، وَالْبُخْلُ عَارٌ ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ ، مَنْ أَهْوَى إلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الرَّغبَةُ ، وَالْفَقْرُ يُخْرِسُ الفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي وَطَنِهِ أَجْنَبِيٌّ فِي غَيْرِهِ ، وَالْعَجْزُ آفَةٌ ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ .

۰.أَخْبَرَنَا ۸ الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُوالعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَاقَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

1.زِبْنِيَة : مفرد الزبانية : وهم الملائكة الموكلون بجهنم نعوذ باللّه منها .

2.أي لا يبرح .

3.ورد هذا الخبر في : اليقين ، ص۳۹۳ ؛ لسان العرب : ج۱۴ ، ص ۲۱۶ «ح ي ا» .

4.في الأصل : «حظيظ» سهوا .

5.في الأصل : + علي(!) .

6.أضفناها من المصادر .

7.بعضه في نهج البلاغة القسم الثالث ، رقم ۲ ، ص ۴۶۹ .

8.شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، ج ۲ ، ص ۵۸ باختلاف في اللفظ .

الصفحه من 113