ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 55

فَقُلْتُ : بَيِّنْ لِي يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ .
قَالَ : /296/ يَقُولُ : لاَ إلهَ إلاَّ اللّهُ حَقّاً حَقّاً ، إِنَّ الْمَوْلى صَمَدٌ يَبْقَى ، يَحْلُمُ عَنَّا رِفْقاً رِفْقاً ، لَوْلا حِلْمُهُ كُنّا نَشْقَى ، مَا مِنْ يَوْمٍ يَظْعَنُ عَنَّا ، إلاَّ أَوْهَى مِنَّا رُكْناً ، يَا ابْنَ الدُّنْيَا مَهْلاً مَهْلاً ، زِنْ مَا يَأْتِي وَزْناً وَزْناً ، وَأَعْرِضْ عَمَّا يُورِثُ حُزْناً ، وَاعْمَلْ خَيْراً تَزْدَدْ حُسْناً ، إِنَّا بِعْنَا دَاراً تَبْقَى ، وَاسْتَوْطَنَّا دَاراً تَفْنَى ، مَا مِنْ حَيٍّ يَبْقَى مِنَّا ، إلاَّ أَوْدَى مَوْتاً مَوْتاً ، حَثّاً حَثّاً ، سَبْقاً سَبْقاً ، دَفْناً دَفْناً .

وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ :

۰.يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَى نَفْسِي ، فَدُلَّنِي عَلَى كَلاَمٍ إِذَا قُلْتُهُ أَمِنْتُ عَلَى نَفْسِي .
فَقَالَ : مَنْ رَأَى السَّبُعَ فَلْيَقْرَأْ : « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لاَإِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ »۱ .

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ

۰.فَقَالَ : يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ لِي جَمَلاً وَقَدِ اسْتَعْصَى عَلَيَّ وَأَنَا مِنْهُ عَلَى وَجَلٍ ، فَدُلَّنِي عَلَى كَلاَمٍ إِذَا أَنَا قُلْتُهُ ذَلَّ لِي .
فَقَالَ عليه السلام : اقْرَأْ فِي اُذُنِهِ اليُمْنَى : « وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ »۲ .
فَقَالَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَذَلَّ ۳ لَهُ وَأَطَاعَهُ .

1.سورة التوبة ۹ ، الآية ۱۲۸ ـ ۱۲۹ .

2.سورة آل عمران ، الآية ۸۳ .

3.في الأصل : ذَلَّ .

الصفحه من 113