277
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

3955 - الهَدِيَّةُ إلَى الأمكِنَةِ المُبارَكَةِ

إنّ تقديم الهدايا إلى الاماكن المباركه والبقاع الشريفه لأجل صرفها في الأمور الخيريّة والثّقافيّة والأهداف النّبلية، إنّما هي محمودة لو كان القيِّمون يُنشؤونَ المصالح العامّة المختلفة ويقدّمون الأهمّ على المهمّ، وفي غير هذه الصّورة فذلك مذموم، والرّوايات التّالية تتناول القسم المذموم :

۲۱۲۴۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لَو كانَ لِي وادِيانِ يَسيلانِ ذَهَباً وفِضَّةً ما أهدَيتُ إلَى الكَعبَةِ شَيئاً ؛ لأ نَّهُ يَصيرُ إلَى الحَجَبَةِ دُونَ المَساكينِ .۱

۲۱۲۴۳.علل الشرائع عن ياسين : سَمِعتُ أبا جعفرٍ عليه السلام يقولُ : إنّ قَوماً أقبَلوا مِن مِصرَ فماتَ رجُلٌ فأوصى‏ إلى‏ رجُلٍ بِالفِ دِرهَمٍ لِلكَعبَةِ ، فلَمّا قَدِمَ مَكّةَ سألَ عَن ذلكَ فدَلُّوهُ على‏ بَني شَيبَةَ فأتاهُم فأخبَرَهُمُ الخَبرَ ، فقالوا : قَد بَرئتْ ذِمَّتُكَ ادفَعْها إلَينا ، فقامَ الرّجُلُ فسَألَ النّاسَ فدَلُّوهُ على‏ أبي جعفرٍ محمّدِ بنِ عليٍّ عليهما السلام ، قالَ أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عليٍّ عليهما السلام : فأتاني فسَألَني فقُلتُ لَهُ : إنّ الكَعبَةَ غَنِيَّةٌ عَن هذا ، انظُرْ إلى‏ مَن أمَّ هذا البَيتَ وقُطِعَ ، أو ذَهَبَت نَفَقَتُهُ ، أو ضَلَّت راحِلَتُهُ ، أو عَجَزَ أن يَرجِعَ إلى‏ أهلِهِ ، فادفَعْها إلى‏ هؤلاءِ الّذينَ سَمَّيتُ لَكَ .
قالَ : فأتَى الرّجُلُ بَني شَيبَةَ فأخبَرَهُم بقَولِ أبي جعفرٍ عليه السلام، فقالوا : هذا ضالٌّ مُبتَدِعٌ لَيس يُؤخَذُ عَنهُ ولا عِلمَ لَهُ ، ونَحنُ نَسألُكَ بحَقِّ هذا البَيتِ وبحَقِّ كذا وكذا لَما أبلَغتَهُ عَنّا هذا الكَلامَ !
قالَ : فأتَيتُ أبا جعفرٍ عليه السلام فقُلتُ لَهُ : لَقِيتُ بَني شَيبَةَ فأخبَرتُهُم فزَعَموا أ نّكَ كذا وكذا وأ نّكَ لا عِلمَ لكَ ، ثُمّ سَألُوني باللَّهِ العَظيمِ لَما اُبلِغُكَ ماقالوا . قالَ : وأنا أسألُكَ بما سَألُوكَ لَما أتَيتَهُم فقُلتَ لَهُم : إنّ مِن عِلمي لَو وُلِّيتُ شَيئاً مِن اُمورِ المُسلمينَ لَقَطَعتُ أيديهِم ثُمّ

1.علل الشرائع : ۴۰۸/۱ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
276

الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هُو ؟ قال : الرِّضا وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : الزُّهدُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : الإخلاصُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قال : اليَقينُ وأحسَنُ مِنهُ . قلتُ : وما هو ؟ قالَ جَبرئيلُ : إنّ مَدرَجَةَ ذلكَ التَّوكُّلُ علَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، فقلتُ : وما التَّوكُّلُ علَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ ؟ فقالَ : العِلمُ بأنَّ المَخلوقَ لا يَضُرُّ ولايَنفَعُ ولا يُعطي ولا يَمنَعُ ، واستِعمالُ اليَأسِ مِن الخَلقِ ... .۱

۲۱۲۳۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : نِعمَ الهَدِيَّةُ المَوعِظَةُ .۲

(انظر) العَيب : باب 2971 .

3953 - العائِدُ في هِبَتِهِ‏

۲۱۲۳۷.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : العائدُ فِي هِبَتِهِ كالعائدِ في قَيئهِ .۳

۲۱۲۳۸.عنه صلى اللَّه عليه وآله- لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ لمّا أرادَ أن يشتَريَ فَرَساً كان قَد تَصَدّقَ بِها في سَبيلِ اللَّه ظَنّاً مِنهُ أنّه سَوفَ يحصَلُ عَلَيهِ بأدنى‏ مِن قيمَتِهِ الواقعيّة -: لا تَشتَرِهِ ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ وإن أعطاكَهُ بدِرهَمٍ ؛ فإنّ العائدَ في صَدَقَتِهِ كالعائدِ في قَيئهِ .۴

۲۱۲۳۹.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ ثُمّ رُدَّت فلا يَبِعْها ولا يَأكُلْها ؛ لأ نّهُ لا شَريكَ لَهُ في شي‏ءٍ مِمّا جَعَلَ لَهُ ، إنّما هِي بمَنزِلَةِ العَتاقَةِ لا يَصلُحُ لَهُ رَدُّها بَعدَما يُعتِقُ .۵

۲۱۲۴۰.عنه عليه السلام- في الرّجُلِ يَخرُجُ بِالصَّدَقَةِ لِيُعطِيَها السّائلَ فيَجِدَهُ قد ذَهَبَ -: فلْيُعطِها غَيرَهُ ، ولا يَرُدَّها في مالِهِ .۶

(انظر) وسائل الشيعة : 13 / 337 - 341 باب 5 - 9.

3954 - أدَبُ الهَديَّةِ

۲۱۲۴۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : عُد مَن لايَعودُكَ ، وأهدِ إلى‏ مَن لايُهدي إلَيكَ .۷

(انظر) الإحسان : باب 868 ، الخير : باب 1180 . الخُلق : باب 1114 ، خصائص خاتم النبيّين : باب 3773 . المكافاة : باب 3449 ، الرَّحِم : باب 1454 . الإنصاف : باب 3818.

1.بحار الأنوار : ۷۷/۲۰/۴ .

2.غرر الحكم : ۹۸۸۴ .

3.كنز العمّال : ۴۶۱۶۴ .

4.صحيح البخاري : ۲/۵۴۲/۱۴۱۹.

5.بحار الأنوار : ۱۰۳/۱۸۸/۴ .

6.بحار الأنوار : ۱۰۳/۱۸۹/۵ .

7.كتاب من لا يحضره الفقيه : ۳/۳۰۰/۴۰۷۶ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 146242
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي