347
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

4002 - الوَزيرُ

الكتاب :

(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرَاً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) .۱

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى‏ الْكِتابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرَاً) .۲

التّفسير :

قوله : (واجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أهْلي هَارُونَ أخِي) سؤال له آخر ، وهو رابع الأسئلة وآخرها . والوزير فعيل من الوِزر بِالكسر فالسكون بمعنَى الحمل الثقيل ؛ سمّي الوزير وزيراً لأ نّه يحمل ثقل حمل الملك ، وقيل : من الوَزَر بفتحتين بمعنى الجبل الذي يُلتجأ إليه ؛ سمّي به لأنّ الملك يلتجئ إليه في آرائه وأحكامه .
وبِالجملة : هو يسأل ربّه أن يجعل له وزيراً من أهله ويبيّنه أ نّه هارون أخي ، وإنّما يسأل ذلك لأنّ الأمر كثير الجوانب متباعد الأطراف لا يسع موسى‏ أن يقوم به وحده ، بل يحتاج إلى‏ وزير يشاركه في ذلك فيقوم ببعض الأمر ، فيخفّف عنه فيما يقوم به هذا الوزير ، ويكون مؤيّداً لموسى‏ فيما يقوم به موسى‏ ، وهذا معنى‏ قوله - وهو بمنزلة التفسير لجعله وزيراً - (اُشْدُدْ بِهِ أزْرِي وأشْرِكْهُ في أمْرِي) .
فمعنى‏ قوله : (وأشرِكْهُ في أمْري) سؤال الإشراك في أمر كان يخصّه ؛ وهو تبليغ ما بلغه من ربّه بادي مرّة ، فهو الذي يخصّه ولايشاركه فيه أحد سواه ، ولا له أن يستنيب فيه غيره ، وأمّا تبليغ الدين أو شي‏ء من أجزائه بعد بلوغه بتوسّط النبيّ فليس ممّا يختصّ بِالنبيّ ، بل هو وظيفة كلّ من آمن به ممّن يعلم شيئاً من الدين ، وعلَى العالِم أن يبلّغ الجاهل ، وعلَى الشاهد أن يبلّغ الغائب ، ولامعنى‏

1.طه : ۲۹ - ۳۲ .

2.الفرقان : ۳۵ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
346
  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 146146
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي