4002 - الوَزيرُ
الكتاب :
(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرَاً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) .۱
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرَاً) .۲
التّفسير :
قوله : (واجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أهْلي هَارُونَ أخِي) سؤال له آخر ، وهو رابع الأسئلة وآخرها . والوزير فعيل من الوِزر بِالكسر فالسكون بمعنَى الحمل الثقيل ؛ سمّي الوزير وزيراً لأ نّه يحمل ثقل حمل الملك ، وقيل : من الوَزَر بفتحتين بمعنى الجبل الذي يُلتجأ إليه ؛ سمّي به لأنّ الملك يلتجئ إليه في آرائه وأحكامه .
وبِالجملة : هو يسأل ربّه أن يجعل له وزيراً من أهله ويبيّنه أ نّه هارون أخي ، وإنّما يسأل ذلك لأنّ الأمر كثير الجوانب متباعد الأطراف لا يسع موسى أن يقوم به وحده ، بل يحتاج إلى وزير يشاركه في ذلك فيقوم ببعض الأمر ، فيخفّف عنه فيما يقوم به هذا الوزير ، ويكون مؤيّداً لموسى فيما يقوم به موسى ، وهذا معنى قوله - وهو بمنزلة التفسير لجعله وزيراً - (اُشْدُدْ بِهِ أزْرِي وأشْرِكْهُ في أمْرِي) .
فمعنى قوله : (وأشرِكْهُ في أمْري) سؤال الإشراك في أمر كان يخصّه ؛ وهو تبليغ ما بلغه من ربّه بادي مرّة ، فهو الذي يخصّه ولايشاركه فيه أحد سواه ، ولا له أن يستنيب فيه غيره ، وأمّا تبليغ الدين أو شيء من أجزائه بعد بلوغه بتوسّط النبيّ فليس ممّا يختصّ بِالنبيّ ، بل هو وظيفة كلّ من آمن به ممّن يعلم شيئاً من الدين ، وعلَى العالِم أن يبلّغ الجاهل ، وعلَى الشاهد أن يبلّغ الغائب ، ولامعنى