ولكنّ الشيخ وصف يحيى بن القاسم الحذّاء بالوقف ۱ ، ومن طبيعة الحال أنّ النجاشي كان واقفا على حكم الشيخ بالوقف على الحذّاء ، فلو كان المعنونان مُتَحدين كان على النجاشي أن يشير إلى نظر الشيخ هذا ، مع أ نه سكت عن ذلك !
وهناك وجه آخر ، وهو أنّ أبا بصير أدرك عصر أبي جعفر الباقر عليه السلام الّذي توفّي عام 114 ق ، وأدرك عصر الإمام الصادق عليه السلاموبعده بسنتين ، وتوفّي سنة 150 ق . فلو كان يحيى بن القاسم الحذّاء هو نَفسَ أبي بصير الأسدي ، كان على الشيخ أن يذكره في عداد أصحاب الإمامين أبي جعفر الباقر والصادق عليهماالسلام ! ولا يخصّه بأصحاب الإمام الكاظم عليه السلام . نعم ، ذكر في أصحاب الإمام الباقر عليه السلاميحيى بن القاسم الحذّاء ، ولكنّه لم يصفه بالوقف ، وهو يعرب عن أنّ الحذّاء المطلق غير الحذّاء الموصوف بالوقف .
وقد حقّق الموضوع غاية التحقيق الشيخ الكلباسي ( م 1356 ق ) في كتابه ۲ ، حيث أثبت تعدّد المعنونين ، وأنّ هذا لا يوجب الشك في صحّة رواية أبي بصير الأسدي . وقد صدرنا في هذا البحث عن تحقيقاته الشافية قدس سره ، مع المراجعة إلى المصادر والمدارك .
ثانيا : أبو بصير ، ليث بن البختري
ليث بن البختري المرادي ، أحد الثقات المخبتين .
قال الكشّي بعد عنوانه بالنحو التالي : « في أبي بصير ليث بن البختري المرادي » ۳ ، ثمّ نقل : « عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : بشّر المخبتين بالجنّة ؛ بريد بن معاوية العجلي ، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ،
1.رجال الطوسي ، أصحاب الكاظم عليه السلام ، باب الياء ، ص ۳۶۴ ( رقم ۱۶ ) .
2.سماء المقال ، ج۱ ، ص۳۱۷ ـ ۳۳۰ ، تحقيق : محمّد الحسيني القزويني ، طبع مؤسّسة ولي العصر للدراسات الإسلامية .
3.العنوان وإن كان خاصا بليث بن البختري ، ولكن الروايات الّتي أوردها تحت ذلك العنوان تعم أبا بصير الأسدي ، وهذا يدل على سقوط الأسدي من العنوان .