247
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

فقال عليه السلام : في عافية ، واللّه المحمود على ذلك ، فكيف أصبحتم أنتم جميعا؟
قالوا : أصبحنا واللّه لك محبيّن وادّين .
فقال لهم : مَن أحبّنا ، أسكنه اللّه في ظلّ ظليل يوم القيامة ، يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه . ومَن أحبّنا يريد مكافأة ، كافأه اللّه عنّا الجنّة . ومَن أحبّنا لغرض دنياه ، أتاه اللّه رزقه من حيث لا يحتسب . ۱

۳۴۹.وقال طاووس :رأيت رجلاً يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب ، يدعو ويبكي في دعائه ، فجئته حين فرغ من الصلاة ، فإذا هو عليّ بن الحسين عليهماالسلام ! فقلت : يابن رسول اللّه ، رأيتك على حالة كذا ، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف ، أحدها أنّك ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والثاني شفاعة جدّك ، والثالث رحمة اللّه .
فقال عليه السلام : ياطاووس ، أما إنّي ابن رسول اللّه فلا تؤمنني ، وقد سمعت اللّه تعالى يقول : « فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ وَ لاَ يَتَسَآءَلُونَ »۲ ، وأمّا شفاعة جدّي فلا تؤمنني ؛ لأن اللّه تعالى يقول : « وَ لاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى »۳ ، وأمّا رحمة اللّه فإن اللّه تعالى يقول : « إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ »۴ ، ولا أعلم أنّي من المحسنين . ۵

۳۵۰.وقال عليه السلام :ليس بين اللّه وبين حجّته حجاب ، فلا للّه دون حجته ستر ، نحن أبواب اللّه ، ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سره . ۶

۳۵۱.وعن أبي الطفيل ، عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال أبوه عليه السلام في حديث :أما أنّ

1.نور الأبصار ، ص ۲۴۵ ؛ الفصول المهمّة ، ص ۱۸۸.

2.المؤمنون : ۱۰۱.

3.الأنبياء : ۲۸.

4.الأعراف : ۵۶.

5.نثر الدر ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ؛ كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۰۱.

6.معاني الأخبار ، ص ۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۴ ، ص ۱۲ .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
246

۳۴۴.وروي عن العالم عليه السلام۱:وروي عن العالم عليه السلام ۲ : إنّ عليّ بن الحسين أخذ بيد أبي حمزة ديران بن أبي صفيّة الثُّمالي فقال عليه السلام :
يا أبا حمزة عُلّمنا منطق الطير، وأُوتينا من كلّ شيء ، إنّ هذا لهو الفضل المبين. ۳

۳۴۵.وبلغه عليه السلام قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال :كان يسكته الحلم ، وينطقه العلم !
فقال عليه السلام : «كذب ، بل كان يسكته الحَصَر ، ۴ وينطقه البَطَر» ۵ .
وورد هذا عن أبيه الإمام الحسين عليه السلام .

۳۴۶.وعن أبي حمزة الثُّمالي قال :قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : أيّ البقاع أفضل؟ فقلت : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم .
وقال عليه السلام : إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ، ويصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ۶ ، ثُمَّ لقى اللّه عز و جل بغير ولايتنا ، لم ينفعه ذلك شيئا ۷ . ۸

۳۴۷.وقيل له :كيف أصبحت؟
فقال عليه السلام : أصبحنا خائفين برسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأصبح جميع الإسلام آمنين به . ۹

۳۴۸.ويُروى أ نّه مرض ، فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيعودونه . فقالوا :كيف أصبحت يابن رسول اللّه فدتك أنفسنا؟

1.الإمام موسى بن جعفر عليه السلام .

2.إثبات الوصية ، ص ۱۸۴ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۳۴۲ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۲۰۵ ؛ الاختصاص ، ص ۲۹۳.

3.«الحَصَر» ـ بالتحريك ـ : العي . و«بَطَر فلان بطرا» : غلا في المرح والزهو .

4.نثر الدر ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ ؛ كنز الفوائد ، ج ۱ ، ص ۳۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۲۱۹.

5.ورد في ثواب الأعمال : «في ذلك المقام» ، وفي المحاسن : «في ذلك المكان» .

6.في ثواب الأعمال : «لم ينتفع بذلك شيئا» .

7.ثواب الأعمال ، ص ۲۰۴ ؛ بشارة المصطفى ، ص ۷۰ ؛ الأمالي ، الطوسي ، ص ۱۳۲ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص۹۱ ؛ شرح الأخبار ، ج ۳ ، ص ۴۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۷ ، ص ۱۷۲.

8.نثر الدر ، ج ۱ ، ص ۳۴۰ ؛ كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۵۹ .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227258
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي