255
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

محمّد ا كان منها ، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّدا كان منها ، وأصبحنا آل محمّد لا يُعرف لنا حقّ ! هكذا أصبحنا . ۱

367.ولمّا دخل سبايا آل محمّد بالشام ، وفيهم علي بن الحسين عليهماالسلام فجاءَه شيخ فقال :الحمد للّه الّذي قتلكم وأهلككم .
فقال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : إنّي قد أنْصَتُّ لك حتّى فرغت من منطقك ، وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء ، فَانصِتْ لي كما أَنَّصْتُ لك . فقال له : هات . قال علي عليه السلام : أما قرأت كتاب اللّه عز و جل ؟ قال : نعم .
فقال له عليه السلام : أما قرأت هذه الآية : « قُل لاَّ أَسْـئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » 2 ؟ قال : بلى .
فقال : نحن أُولئك ، فهل تجد لنا في سورة بني إسرائيل حقّا خاصّة دون المسلمين؟ فقال : لا .
فقال : أما قرأت هذه الآية : « وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » 3 ؟قال : نعم .
قال علي عليه السلام : فنحن أُولئك الّذين أمر اللّه نبيّه أن يؤتيهم حقّهم .
فقال الشامي : إنّكم لأنتم هم؟! فقال علي عليه السلام : نعم . فهل قرأت هذه الآية : « وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُو وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى » 4 ؟ فقال له الشامي : بلى .
فقال عليّ عليه السلام : فنحن ذو القربى ، فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون الإسلام؟ فقال : لا .
قال علي بن الحسين عليهماالسلام : أما قرأت هذه الآية : « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ

1.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۳۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۵ ، ص ۸۴ .

2.الشورى : ۲۲.

3.الإسراء : ۲۶.

4.الأنفال : ۴۱.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
254

الاجتهاد في العبادة،نهاره صائم ، وليله قائم ، فأضرَّ ذلك بجسمه . فقلت : ياأبه ، كم هذا الدؤب. ۱
فقال عليه السلام : أتحبّبُ إلى ربّي ، لعلّه يزلفني .

قال السوسي :

عليٌّ الساجد للمنّان معفّر الجبهة والأذنان

على السجود تالي القرآن ۲

۰.وعن الإمام الباقر عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام ، قال :كنّا نُعلّم مغازي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوسراياه ، كما نُعلّم السورة من القرآن . ۳

۳۶۵.أبو حمزة الثمالي ، قال :سألت علي بن الحسين عليه السلام ، عن زيارة الحسين عليه السلام؟ فقال عليه السلام : زره كل يوم ، فإن لم تقدر فكل جمعة ، فإن لم تقدر فكل شهر ، فمن لم يزره فقد استخفّ بحقّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۴

۳۶۶.ولقى المنهال بن عمرو علي بن الحسين عليه السلام ، فقال له :كيف أصبحت يابن رسول اللّه أصلحك اللّه ؟
فقال عليه السلام : أصبحنا! أما تعلم! آن لك أن تعلم كيف أصبحتُ؟ أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبّحون أبناءَهم ، ويستحيون نساءَهم ، وأصبح خير البريّة بعد محمّد يُلعن على المنابر ، وأصبح عدوّنا يُعطى المال والشرف ، وأصبح مَن يحبُّنا محقودا منقوصا حقّه ، وكذلك لم يزل المؤمنون ، وأصبحت العجم تعرف للعرب حقّها بأنّ محمّدا كان منها،وأصبحت العرب تعرف لقريش حقّها بأنّ محمّدا كان منها ، وأصبحت قريش تفتخر على العرب بأنّ

1.«الدؤب» : الجدّ والتعب .

2.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۴ ، ص ۱۵۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۹۱.

3.البداية والنهاية ، ج ۳ ، ص ۲۹۷.

4.فضل زيارة الحسين عليه السلام ، ص ۴۲.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227281
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي