33
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

قدر آيات القرآن ، فمن قرأ منها قال له اقرأ وَارْقَ ، ومَن دخل منهم الجنة ، لم يكن في الجنّة أعلى درجة منه ، ما خلا النبيّين والصدّيقين . ۱

(ومن دعاء له عليه السلام)

(في المناجاة وكلام له فيه موعظة وتحذير)

۰.عن طاووس اليماني قال : مررت بالحجر ، فإذا أنا بشخص راكع وساجد، فتأمّلته فإذا هو عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، فقلت : يا نفس ، رجل صالح من أهل بيت النبوة ، واللّه لاغتنم ۲ دعاءَه ، فجعلت أرقبه ، حتّى فرغ من صلاته ، ورفع باطن كفّيه إلى السماء ، وجعل يقول : سيّدي ، سيّدي ، هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة ، وعيناي بالرجاء ممدودة ، وحق لمن دعاك بالنّدم تذللاً ، أن تجيبه بالكرم تفضّلاً .
سيّدي أمِنْ أهل الشّقاق خلقتني فأُطيل بكائي ؟ أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي ؟
سيّدي أ لِضرْب المقامع خلقت أعضائي ؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ؟
سيّدي لو أنّ عبدا استطاع الهرب من مولاه ، لكنت أول الهاربين منك ، لكنّي أعلم أنّي لا أفوتك .
سيّدي لو أنّ عذابي بما يزيد في ملكك ، لسألتك الصبر عليه ، غير أنّي أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ، ولا ينقص منه معصية العاصين .
سيّدي ما أنا وما خطري ؟ هب لي بفضلك ، وجلّلني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك ، إلهي وسيّدي ، ارحمني وأنا مصروعا على الفراش ،

1.تفسير القمّي ، ج۲ ، ص۲۵۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج۴ ، ص۲۵۶ ، ح۴۶۳۵ ؛ نقل عن القمّي في بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۳۳ .

2.في الأمالي : «لاغتنمنّ» .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
32

وهمّه النوم ولم يسهر ، إن حدّثك كذبك ، وإن ائتمنته خانك ، وإن غبت اغتابك ، وإن وعدك أخلفك . ۱

(ومن كلام له عليه السلام)

(يذكر فيه آل محمّد صلى الله عليه و آله)

۰.قال : نحن أئمّة المسلمين ، وحجج اللّه على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغُرّ المحجّلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الّذين بنا يُمسك اللّه السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يُمسك الأرض أن تميد ۲ بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا تنشر الرحمة ، وتخرج بركات أهل الأرض ، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها .
ثُمَّ قال عليه السلام : ولم تخلِ الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجّة اللّه فيها ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه فيها ، ولولا ذلك لم يُعبد اللّه . ۳

(ومن كلام له عليه السلام)

۰.عليك بالقرآن! فإنّ اللّه خلق الجنة بيده ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وجعل ملاطها ۴ المسك ، وترابها الزعفران ، وحصائها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها على

1.رواه في الكافي ، ج۲ ، ص۳۹۶ عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة ؛ وفي الوسائل ، ج۱۵ ، ص۳۴۲ ، ح۲۰۶۹۴ .

2.«تميد» : تحرّك واضطرب .

3.الأمالي ، الصدوق ، ص۲۵۳ و۳۵۲ ؛ كمال الدين ، ص۲۰۷ ؛ الاحتجاج ، ج۲ ، ص۴۸ ؛ كشف الغمة ، ج۳ ، ص۳۶۰ ؛ ينابيع المودة ، ج۱ ، ص۷۵ ؛ روضة الواعظين ، ص۱۹۹ ؛ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج۳ ، ص۳۰۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۳۳ ، ص۶ ؛ خلاصة عبقات الأنوار ، ج۴ ، ص۳۲۶ .

4.«الملاط» : الطين الّذي يُطلى به الحائط .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227419
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي